مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٦١
ورمتم بأحمد ما رمتم * على الاصرات وقرب النسب (1) فاني وما حج من راكب * وكعبة مكة ذات الحجب تنالون أحمد أو تصطلوا * ظبات الرماح وحد القضب (2) وتفترقوا بين أبنائكم * صدور العوالي وخيلا عصب فصل: فيما لقبه صلى الله عليه وآله من قومه بعد موت عمه الزهري في قوله: (ولقد مكناكم) الآيات، قال: لما توفي أبو طالب لم يجد النبي صلى الله عليه وآله ناصرا ونثروا على رأسه التراب قال: ما نال مني قريش شيئا حتى مات أبو طالب.
وكان يستتر من الرمي بالحجر الذي عند باب البيت من يسار من يدخل وهو ذراع وشبر في ذراع إذا جاءه من دار أبي لهب ودار عدي بن حمران، لما نزلت (تبت يدا أبي لهب) جاءت أم جميل عمة معاوية إلى النبي صلى الله عليه وآله وبيدها فهر ولها ولولة وهي تقول: مذمما أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا، والنبي في المسجد فقيل يا رسول الله قد أقبلت أم جميل وانا نخاف أن تراك، فقال: انها لن تراني، فوقفت على المسجد وقالت: قد بلغني ان صاحبكم هجاني، فقالوا: لا ورب هذا البيت ما هجاك، فولت وهي تقول: قد علمت قريش اني ابنة سيدها.
الزهري في قوله تعالى: (فان تولوا فقل حسبي الله) الآية، لما توفي أبو طالب واشتد عليه البلاء عمد إلى ثقيف بالطائف رجاء أن يؤوه سادتها: عبد نائل ومسعود وحبيب بنو عمرو بن نمير الثقفي فلم يقبلوه وتبعه سفهاؤهم بالأحجار ودموا رجليه فخلص منهم واستظل في ظل حبلة (3) منه وقال: اللهم إني أشكو إليك من ضعف قوتي وقلة حيلتي: وناصري وهو انى على الناس يا أرحم الراحمين، فأنفذ عتبة وشيبة ابنا ربيعة إليه بطبق عنب على يدي غلام يدعى عداسا وكان نصرانيا فلما مد يده وقال: بسم الله، فقال: ان أهل هذا البلد لا يقولونها، فقال النبي صلى الله عليه وآله: من أين أنت؟ قال: من بلدة نينوى، فقال صلى الله عليه وآله: من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى قال: وبما تعرفه؟ قال: أنا رسول الله والله أخبرني خبر يونس، فخر عداس ساجدا

(1) الاصرات جمع اصرة: وهي الرحم ولقرابة.
(2) الظبات جمع ظبة: حد السنان والسيف ونحوهما، والقضب: السيف القطاع.
(3) الحيلة بالضم وتحرك: الكرم أو أصل من أصوله.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404