من ذلك فأتاه جني مؤمن وقال: يا رسول الله أنا قتلت مسعر الشيطان المتكلم في الأوثان فاحضر المجمع لأجيبه، فلما اجتمعوا ودخل النبي صلى الله عليه وآله خرت الأصنام على وجوهها فنصبوها وقالوا: تكلم، فقال:
أنا الذي سمائي المطهرا * أنا قتلت ذا الفجور مسعرا إذا طغى لما طغى واستكبرا * وأنكر الحق ورام المنكرا بشتمه نبينا المطهرا * قد أنزل الله عليه السورا من بعد موسى فاتبعنا الاثرا فقالوا: ان محمدا يخادع اللات كما خادعنا.
تاريخ الطبري، انه روى الزهري في حديث جبير بن مطعم عن أبيه قال: كنا جلوسا قبل أن يبعث رسول الله بشهر وتحرنا؟ جزورا فإذا صائح يصيح في جوف الصنم: اسمعوا العجب، ذهب استراق الوحي ويرمى بالشهب، لنبي بمكة اسمه محمد مهاجرته إلى يثرب.
الطبري في حديث ابن إسحاق والزهري عن عبد الله بن كعب مولى عثمان أنه قال عمر: لقد كنا في الجاهلية نعبد الأصنام ونعنق الأوثان حتى أكرمنا الله بالاسلام فقال الاعرابي: لقد كنت كاهنا في الجاهلية، قال: فأخبرنا ما أعجب ما جاءك به صاحبك؟ قال: جاءني قبل الاسلام جاء فقال: ألم تر إلى الجن بالسها واياسها من دينها ولحافها بالقلاص (1) وأحلاسها (2). فقال: عمر: اني والله لعند وثن من أوثان الجاهلية في معشر من قريش قد ذبح له رجل من العرب عجلا فنحن ننظر قسمه ليقسم لنا منه إذ سمعت من جوف العجل صوتا ما سمعت صوتا قط أنفذ منه وذلك قبل الاسلام بشهرا وسنة يقول: يا آل ذريح أمر نجيح رجل فصيح يقول: لا إله إلا الله. ومنه حديث الخثعمي وحديث سعد بن عمرو الهذلي.
فصل: في نطق الجمادات (وان من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم).
أمير المؤمنين عليه السلام: كنت أخرج مع رسول الله إلى أسفل مكة وأشجارها فلا يمر يحجر ولا شجر إلا قالت: السلام عليك يا رسول الله، وأنا أسمع.