مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٢٠١
فصل: في وفاته صلى الله عليه وآله ابن عباس والسدي: لما نزل قوله تعالى: (انك ميت وانهم ميتون) قال رسول الله ليتني أعلم متى يكون ذلك، فنزلت سورة النصر، فكان يسكت بين التكبير والقراءة بعد نزولها فيقول: سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه، فقيل له في ذلك فقال: أما أن نفسي نعيت إلي، ثم بكى بكاءا شديدا فقيل: يا رسول الله أو تبكي من الموت وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: فأين هول المطلع وأين ضيقة القبر وظلمة اللحد وأين القيامة والأهوال فعاش بعد نزول هذه السورة عاما الأسباب والنزول عن الواحدي انه روى عكرمة عن ابن عباس قال: لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله من غزوة حنين وأنزل الله سورة الفتح قال: يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة (إذا جاء نصر الله والفتح) إلى آخر السورة.
وقال السدي وابن عباس: ثم نزلت (لقد جائكم رسول من أنفسكم) الآية، فعاش بعدها ستة أشهر، فلما خرج إلى حجة الوداع نزلت عليه في الطريق:
(يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) الآية، فسميت آية الصيف، ثم نزلت عليه وهو واقف بعرفة: (اليوم أكملت لكم دينكم) فعاش بعدها واحدا وثمانين يوما، ثم نزلت عليه آيات الربوا، ثم نزلت بعدها: (وانقوا يوما ترجعون فيه)، وهي آخر آية نزلت من السماء فعاش بعدها واحدا وعشرين يوما. قال ابن جريج: تسع ليال.
وقال ابن جبير ومقاتل: سبع ليال.
وقال الله تعالى تسلية للنبي صلى الله عليه وآله: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) وقال: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلداء فان مت فهم الخالدون).
ولما مرض النبي صلى الله عليه وآله مرضه الذي توفي فيه وذلك يوم السبت أو يوم الأحد من صفر أخذ بيد علي (ع) وتبعه جماعة من أصحابه وتوجه إلى البقيع ثم قال: السلام عليكم أهل القبور وليهنكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها ان جبرئيل كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة وقد عرضه علي العام مرتين ولا أراه إلا لحضور أجلي، ثم خرج يوم الأربعاء معصوب الرأس متكئا على علي (ع) بيمنى يديه وعلى الفضل باليد الأخرى فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس فإنه قد حان مني خفوق بين أظهر كم فمن كانت له عندي عدة فليأتني أعطه إياها ومن كان له علي دين فليخبرني به. فقام رجل فقال
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404