ساحر حاذق، فنزل (تبت يدا أبي لهب).
وكان أبو جهل يطلب غرته فوجده يوما في سجوده فرفع صخرة عظيمة يدفعها عليه فأمسكت من يده وصار عبرة للناس فتضرع إلى النبي فدعا له بفرج فزالت.
وتكمن نضر بن الحرث بن كلدة لقتل النبي صلى الله عليه وآله فلما سل سيفه رؤي خائفا مستجيرا فقيل: يا نضر هذا خير لك مما أردت يوم حنين مما حال الله بينك وبينه.
قال الببياري (1):
يا قومنا للمصطفى سالموا * لا تنصبوا جهلا له حربكم واتلوا من القرآن ما قاله * يا أيها الناس اعبدوا ربكم وقال غيره:
يقر له بالفضل من لا يؤده * ويقضي له بالحكم من لا يثجم (2) فصل: في استجابة دعواته صلى الله عليه وآله سار النبي صلى الله عليه وآله إلى بني شجاعة فجعل يعرض عليهم الاسلام فأبوا وخرجوا عليه في خمسة آلاف فارس فتبعوا النبي فلما لحقوا به عاجلهم بدعوات فهبت عليهم ربح فأهلكتهم عن آخرهم.
ولما سار إلى قتال المقعمع بن الهميسع البنهاني كان في طريق المسلمين جبل عظيم هائل تتعب فيه المطايا وتقف فيه الخيل، فلما وصل المسلمون شكوا أمره إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وما يلقون فيه من التعب والنصب فدعا النبي بدعوات فساخ الجبل في الأرض وتقطع قطعا.
ورمى رسول الله ابن قمية بقذافة (3) فأصاب كعبه حتى بدر السيف عن يده في يوم أحد وقال: خذها مني وأنا ابن قمية، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أذلك الله وأقمأك (4) فأتى ابن قمية تيس وهو نائم فوضع قرنه في مراقه ثم دعسه فجعل ينادي: وا ذلاه، حتى أخرج قرنيه من ترقوته.