مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ١٢٠
بنبينا وأنت بهذا المحل من العلم والكياسة؟ فقال: كيف أومن واصدق كاذبا وأنا أعلم كذبه والنبي لا يكذب، فقال المأمون: كيف؟ قال: قوله أنا آخر نبي وخاتم الأنبياء ولا يكون بعدي نبي ابدا، وهذا الذي قال في علمي كذب لا محالة لأنه ولد بالطالع الذي لو ولد فيه مولود لابد أن يكون نبيا فظهر لي كذبه إذ قال لا نبي بعدي فكيف أو من به وأصدقه، فخجل المأمون من ذلك وتحير الفقهاء فقال متكلم:
من ههنا قلنا إنه صادق وانه خاتم الأنبياء لان الحكماء كلهم اجتمعوا على أن نجمه عليه السلام كان المشتري وعطارد والزهرة والمريخ ولا يولد بها ولد إلا ويموت من ساعته وإن عاش فيموت لا محالة ولا يجاوز اليوم السابع وهو قد عاش وبقى ثلاثا وستين سنة فصح انه آية وقد أتى من المعجزات الباهرة بما لم يأت بمثله أحد قبله ولا بعده، فأقر ايزدخواه وأسلم فسمي ما شاء الله الحكيم، فمن نظر المشتري له العلم والحكمة والفطنة والسياسة والرياسة، ومن نظر عطارد اللطافة والظرافة والملاحة والفصاحة والحلاوة، ومن نظر الزهرة الصباحة والهشاشة والبشاشة والحسن والطيب والجمال والبهاء والغنج والدلال، ومن نظر المريخ السيف والجلادة والقتال والقهر والغلبة والمحاربة فجمع الله فيه جميع المدايح.
وقال بعض المنجمين: مواليد الأنبياء السنبلة والميزان، وكان طالع النبي صلى الله عليه وآله الميزان. وقال صلى الله عليه وآله: ولدت بالسماك. وفي حساب المنجمين انه السماك الرامح.
وروي انه اخذ بلال جمانة ابنة الزحاف الأشجعي، فلما كان في وادي النعام هجمت عليه وضربته ضربة بعد ضربة ثم جمعت ما كان يعز عليها من ذهب وفضة في سفرة وركبت حجزة من خيل أبيها وخرجت من العسكر تسير على وجهها إلى شهاب بن مازن الملقب بالكوكب الدري وكان قد خطبها من أبيها، ثم إنه انفذ النبي صلى الله عليه وآله سلمان وصهيبا إليه لابطائه فرأوه ملقى على وجه الأرض ميتا والدم يجري من تحته فأتيا النبي صلى الله عليه وآله واخبراه بذلك فقال النبي: كفوا عن البكاء، ثم صلى ركعتين ودعا بدعوات ثم اخذ كفا من الماء فرشه على بلال فوثب قائما وجعل يقبل قدم النبي فقال له النبي: من هذا الذي فعل بك هذه القعال يا بلال؟ فقال: جمانة بنت الزحاف واني لها عاشق، فقال: ابشر يا بلال فسوف انفذ إليها وآتي بها. فقال النبي صلى الله عليه وآله:
يا أبا الحسن هذا أخي جبرئيل يخبرني عن رب العالمين ان جمانة لما قتلت بلالا مضت إلى رجل يقال له شهاب بن مازن وكان قد خطبها من أبيها ولم ينعم له بزواجها وقد " مناقب ج 1، م 15 "
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404