أحلافكم، وليس في ما اختلف فيه القوم حجة، لأنه متى اتجه من جهة انتقض من جهة أخرى، فكيف يقدر على تصحيح ما اختلفوا فيه!؟، فكيف يعتمد على ما رووه، وهم الذين تركوا الحق، ومالوا إلى الدنيا، وتداولوا الأموال، ودخلوا في طاعة بني أمية، ورووا لهم ما أحبوه حتى وصلوا إلى حاجاتهم ولعنوا معهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) نيفا وثمانين سنة، وهم الذين قتلوا عثمان بن عفان، واجتمعوا على قتل زيد بن علي، وخذلوا الحسين بن علي، وقاتلوه، وقتلوه بعد أن خذلوه، وأنتم تدينون الله بدينهم، وتعتمدون على رواياتهم، وسأسمي جماعتهم، وأذكر وقيعة بعضهم في بعض.
منهم: هشام البغي (1) الذي زعم أن شرب النبيذ سنة، وتركه مروة، فجعل ترك السنة مروة، وزعم أن الروح التي في عيسى ليست بمخلوق، فأراد سلمة بن [الفضل] الأبرش (2) قاضي الري أن ينكل به، فهرب منه هشام إلى خراسان.