يعرف كنهه.
(ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب) لشدة عصيانهم قيل: عذاب منكري الصانع كالدهرية يجب أن يكون أشد فكيف وصف عذاب اليهود بأنه أشد؟ وأجيب أولا كفر العناد أشد فعذابهم أشد، وثانيا بأن المراد أن عذابهم أشد من الخزي لا مطلقا.
(وما الله بغافل عما تعملون) قيل هذا وعيد شديد للعاصين وبشارة عظيمة للمطيعين; لأن القدرة الكاملة مع عدم الغفلة تقتضي وصول الحقوق إلى مستحقها.
(والوجه الخامس من الكفر كفر البراءة) إضافة الكفر إلى البراءة بيانية.
(وذلك قوله: عز وجل يحكي قول إبراهيم (عليه السلام): (كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده) يعني تبرأنا منكم) كفرهم جحود بالرب وبينه وكفر الخليل بهم بمعنى البراءة وفي «حتى» إشعار بأن البراءة والعداوة والبغض إنما كانت لله بسبب إنكارهم ولو زال السبب زال المسبب ولعل الفرق بين العداوة والبغض أن العداوة يظهر أثرها بخلاف البغض أو البغض أشد من العداوة.
وفي المصباح: البغضة بالكسر، والبغضاء شدة البغض.
(وقال: (إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم)) أول من يدخل في الأوثان وفي الخطاب الشيوخ الثلاثة وتابعوهم إلى يوم القيامة كما نطقت به الأخبار المعتبرة والآيات المذكورة صريحة في أن الكفر بمعنى البراءة كما يكون بين المؤمن والكافر كذلك يكون بين الكافرين.