علم) بل بنوا ذلك على وهم وتخمين.
(قال الله عز وجل: (إن هم إلا يظنون) أن ذلك كما يقولون) وهذا القول في غاية البعد عن منهج الصواب بحيث لا يلتفت إلى قائله بالخطاب والجواب.
قوله: (وقال: (ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) يعني بتوحيد الله تعالى) سواء اسم بمعنى الاستواء وخبر لأن وما بعده فاعله أي مستو عليهم إنذارهم وعدمه أو خبر لما بعده والجملة خبر «لأن» أي إنذارهم وعدمه سيان عليهم وقوله: «بتوحيد الله» متعلق بكفروا أو بلا يؤمنون أو بهما على التنازع، ولما فرق عن الوجه الأول من الجحود أشار إلى الوجه الآخر منه بقوله:
(وأما الوجه الآخر من الجحود على معرفة) أي على معرفة الحق مثل الرسالة والولاية ونحوهما للعناد أو الحسد أو الاستكبار أو لغيرها.
(وهو أن يجحد الجاحد وهم يعلم أنه حق قد استقر عنده) استقرارا لا شك فيه (وقد قال الله عز وجل: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) أي أنكروا آيات الله وكذبوها والحال أن أنفسم مستيقنة بها عالمة إياها وإنما أنكروها ظلما لأنفسهم وعلوا أي ترفعا على الرسول والانقياد له والإيمان به. قال بعض الأصحاب: فيه دلالة على أن الإيمان هو التصديق مع العمل دون التصديق وحده وإلا لما سلب الإيمان عمن له هذا التصديق بانتفاء الإقرار باللسان وفيه نظر; لأن الروايات المتكثرة صريحة في أن الإيمان هو التصديق القلبي (1) وقد ذكرنا بعضها في باب «أن