(واغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء) الذنوب كلها يمكن أن يصير سببا لنزول البلية سيما إذا بلغت القوة الشهوية والغضبية مرتبة الإفراط فيها وذلك ظاهر في المنهمكين فيها المأخوذين بأنواع من البلاء.
(واغفر لي الذنوب التي تديل الأعداء) أي تغلبهم وتنصرهم علينا من الدالة وهي الغلبة وذلك كمخالفة الرعية للحاكم العادل وترك متابعته ومخالفة المؤمنين بعضهم بعضا فإنها توجب الوهن فيهم والضعف في الحاكم وعدم قدرته على دفع الأعداء وعند ذلك يقوى الأعداء وتكون الغلبة لهم وقد روي عن الباقر (عليه السلام): «إنهم لم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم وأخذوا بعض ما في أيديهم».
(واغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء) كقطيعة الرحم واليمين الكاذبة، وقد روي أنهما لتذران الديار بلاقع من أهلها.
(واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء) كالكفر والقنوط من رحمة الله واليأس من روحه والنفاق وإنكار الحق مع العلم بأنه حق.
(واغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء) وهي الكبائر المظلمة الموبقة، والهواء بالمد الجو وهو ما بين الأرض والسماء وقد يطلق على القلب الخالي من الخير وكل خال هواء ومنه قوله تعالى:
(وأفئدتهم هواء) وبالقصر هو النفس ومتمنياته والأول هنا أظهر والثاني أنسب والثالث بعيد.
(واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء) وهي الكبائر الكثيرة وقد روي: «أن على كل عبد أربعين جنة من أجنحة الملائكة تستره فإذا فعل أربعين كبيرة ثم اشتغل بعد ذلك بالقبيح يوحي الله عزوجل إليهم أن ارفعوا أجنحتكم عنه فعند ذلك ينهتك ستره في السماء وستره في الأرض فيقول الملائكة يا رب هذا عبدك بقي مخترق الستر فيوحي الله عزوجل إليهم لو كانت لله فيه حاجة ما أمركم أن ترفعوا أجنحتكم عنه» هذا بعض مضمون الحديث المذكور في باب الكبائر.
(واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء) وهي كثيرة إذ كل ذنب يحتمل أن يكون رادا له ولذلك عدوا الاستغفار والتوبة من شرائط قبوله ومن جملة شرائط تلك الذنوب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما هو المروي عن الباقر (عليه السلام).
(واغفر لي الذنوب التي ترد غيث السماء) هذه أيضا كثيرة ومنها منع الزكاة وقد روي عن الباقر (عليه السلام): «أنهم لم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا».
* الأصل:
30 - عنه، عن محمد بن سنان، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «يا عدتي في