الخاصة التي للأولياء أو الإيصال إلى المطلوب فانه لا يتصور الضلالة بعده أبدا (وانفعني يا رب بما علمتني) من الامور الدينية بالعمل به والتعليم والإرشاد.
(واجعله لي ولا تجعله علي) يعني اجعل ما علمتني بحيث ينفعني بأن توفقني للعمل به ولا تجعله علي بحيث يضرني بترك العمل به فان العالم بلا عمل محجوج بالعلم معاقب بزيادة ما يعاقب به الجاهل كما دل عليه بعض الأخبار.
(وارزقني كفافا) الكفاف بفتح الكاف مقدار الحاجة من غير زيادة ولا نقصان سمي بذلك لأنه يكف عن سؤال الناس ويغنى عنهم (ارحمني من النار ذات السعير) أي ذات اللهب والوصف للتوضيح لا للتقييد لأن نار جهنم ذات لهب دائما كما في القرآن المجيد.
(واهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك) أي اهدني إلى الحق الذي اختلف فيه من الاصول والفروع فقبله بعض وأنكره بعض، وقوله: «بإذنك» متعلق بالهداية أو بالاختلاف على احتمال لأنه لا يقع شيء في الأرض ولا في السماء إلا بإذن الله تعالى كما مر في كتاب التوحيد مشروحا.
(واهدني بهداك) الهدى بضم الهاء وفتح الدال القرآن والبيان والدلالة والإرشاد يقال هداه الله تعالى إذا أرشده وبصره طريق معرفته وعرفه ما لابد له في بقائه ووجوده وكماله في النشأتين.
(وإغنني بغناك) أي أغنني بغنى من عندك حتى لا أحتاج إلى غيرك (واجعلني من أوليائك المخلصين) بفتح اللام من أخلصه الله إذا جعله خالصا من الرذائل أو متميزا عن غيرهم في السعادة من خلص إذا تميز، أو سالما من المكاره الاخروية من خلص إذا سلم ونجا، أو واصلا إلى قربه تعالى من خلص فلان إلى فلان إذا وصل إليه. أو بكسرها من أخلص لله إذا طلب بعمله وجه الله تعالى وترك الرياء والسمعة أو أخلص نفسه من المهلكات والخبائث كما أخلصته النار من الذهب وغيره.
* الأصل:
5 - عنه، عن بعض أصحابه رفعه قال: تقول بعد الفجر «اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك، ولك الحمد حمدا لا منتهى له دون رضاك، ولك الحمد حمدا لا أمد له دون مشيئتك، ولك الحمد حمدا لا جزاء لقائله إلا رضاك، اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان، اللهم لك الحمد كما أنت أهله، الحمد لله بمحامده كلها على نعمائه كلها حتى ينتهي الحمد إلى حيث ما يحب ربي ويرضى» وتقول بعد الفجر قبل أن تتكلم: «الحمد لله ملء الميزان ومنتهى الرضا وزنة العرش وسبحان الله ملء الميزان ومنتهى الرضا وزنة العرش والله أكبر ملء الميزان ومنتهى الرضا وزنة العرش ولا إله إلا الله ملء الميزان ومنتهى الرضا وزنة العرش» تعيد ذلك أربع