* الشرح:
قوله: (فإما جلست معه وتركتنا وإما جلست معنا وتركته) دل على أنه ينبغي عدم الجلوس مع من يجالس أهل المعاصي وإن لم يكن هو من أهلها.
(وهو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعا) المراغمة المغاضبة تقول: راغمته إذا غاضبته، وغرقه في البحر مع كونه في طاعة الله تعالى بنصيحة أبيه وهدايته لأجل مقاربة المذنب فمن قارب المذنب ولم تكن تلك المقاربة طاعة فهو أولى بالمؤاخذة وأمره في الآخرة شديد.
* الأصل:
3 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أ نه قال: «لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المرء على دين خليله وقرينه».
* الشرح:
قوله: (لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم); لأن من تشبه بقوم فهو منهم، ويفهم منه أن حسن الحال عند الناس مطلوب، وربما كان ذلك سببا لحسن حاله عند الله تعالى; لأن الله تعالى لا يرد شهادة المؤمنين له فما ذهب إليه فرقة من الملامتيه باطل، وينبغي أن يعلم أن الناس إما أهل الخير والصلاح، وإما أهل الشر والفساد والواجب على الفرقة الأولى التعاون والتآلف والتودد فيما بينهم، والقيام بأحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنسبة إلى الفرقة الثانية مع وجود الشرائط وإلا وجب عليهم المهاجرة عنهم وبما قررنا يظهر وجه الجمع بين الأخبار التي يدل بعضها على مدح الاعتزال وبعضها على مدح الاجتماع، وبعضها على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبطل قول من رجح الاعتزال مطلقا وقد بسطنا الكلام في صدر الكتاب.
ثم بالغ في الزجر عن مصاحبة أهل البدع بقوله: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) المرء على دين خليله وقرينه) أي ظاهرا وباطنا أما ظاهرا فظاهر لأنه عند الناس مثلهم، وأما باطنا فلأن النفس مائلة إلى الشرور فتميل إلى طبع الجليس سريعا وتسكن إليه فتستعد لصدور ما يصدر عنه من الامور المنكرة، ويعكس الأمر إذا كان الجليس زاهدا متورعا عالما متدينا.
* الأصل:
4 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي