يعجب مما نزل بالقوم ولا يدري ما السبب، فرجع إلى المدينة فلقي يوشع بن نون (عليه السلام) فأخبره الخبر وما رأى وما سمع، فقال يوشع بن نون (عليه السلام): أما علمت أن الله سخط عليهم بعد أن كان عنهم راض وذلك بفعلهم بك؟ فقال: وما فعلهم بي؟ فحدثه يوشع، فقال الرجل: فأنا أجعلهم في حل وأعفوا عنهم، قال: لو كان هذا قبل لنفعهم فأما الساعة فلا، وعسى أن ينفعهم من بعد».
* الشرح:
قوله: (ولم يكترث) اكثراث «باك وفكر داشتن از چيزى» يقال: ما يكترث أي ما يبالي، والغمامة أخص من الغمام وهو السحاب سمى سحابا لانسحابه أي جريه في الهواء، وغماما لأنه يغم أي يغطي ويستر نور الشمس. والمرعوب من الرعب وهو الخوف تقول: رعبته فهو مرعوب إذا أفزعته. والسخط من الله التعذيب والعقوبة والمذكور في جميع النسخ راض، والوجه غير ظاهر، والظاهر «راضيا» بالنصب على أ نه خبر كان، ويفهم من هذا الحديث أ نه لو صدر عن أحد مثل هذه المبادرة كان عليه أن يبادر إلى الاعتذار لئلا يصيبه مثل ما أصابهم، ولئلا يرد على الله وهو ماقت وأن الحجب حرام.
3 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح، عن محمد بن سنان، عن مفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أيما مؤمن كان بينه وبين مؤمن حجاب ضرب الله بينه وبين الجنة سبعين ألف سور، وغلظ كل سور مسيرة ألف عام [ما بين السور إلى السور مسيرة ألف عام]».
* الأصل:
4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قلت له: جعلت فداك ما تقول في مسلم أتى مسلما زائرا [أو طالب حاجة] وهو في منزله، فاستأذن عليه فلم يأذن له ولم يخرج إليه؟ قال: يا أبا حمزة أيما مسلم أتى مسلما زائرا أو طالب حاجة وهو في منزله فاستأذن له ولم يخرج إليه لم يزل في لعنة الله حتى يلتقيا، فقلت: جعلت فداك في لعنة الله حتى يلتقيا؟ قال: نعم يا أبا حمزة».
* الشرح:
قوله: (لم يزل في لعنة الله حتى يلتقيا) الظاهر أن مجرد الملاقاة غير كاف في رفع اللعنة والعقوبة، بل لابد من الاعتذار والعفو بقرينة ما مر.