ويستقر فيه وهو أسفل السافلين فيكون بعد الفراق من البدن من الخاسرين أعاذنا الله منه.
(ولو لا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ثم يستغفر والله فيغفر [الله] لهم) الاستغفار طلب غفران الذنوب وسترها والتجاوز عنها وهو سبب للرجوع إلى الحق وسلوك سبيله; لأن الذنوب اغلال للسائرين إليه وموانع للطالبين له ولذلك قال عز وجل (ثم توبوا) مع احتمال أن يراد بالتوبة العزم على عدم الإتيان بالذنوب فيما بقي من عمره بعد الاستغفار عما مضى وفيه تسلية للمذنبين وبشارة للتائبين وإشارة إلى أن الحكمة البالغة (1) تقتفي وجود هذا النوع من الخلق لتكون مظهر الرحمة وأن المؤمن لابد أن يكون دائما بين هذين الوصفين وأن يكون مراقبا لأحواله الماضية والآتية فيتدارك ما فات ويستعد لما هو آت والله هو الموفق للخيرات.