يعمله أم لا فهذا معفوا إلى أن يترجح في القلب الفعل أو الترك فيهم به فإن كان خيرا كتب له حسنة وإن كان شرا لم يكتب فإذا قوى الهم صار نية فيعرم القلب وينوى فمن هنا يتحقق كسبه وفعله فتقع المؤاخذة والمحاسبة لقوله تعالى: (ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) ثم استدرك (عليه السلام) بعد ذكر ما عفى عنه ما يحاسب عليه فقال: ما لم تتكلم به وهو عمل اللسان أو تعمل به وهو عمل القلب وكسبه وهو عزمه ونيته وأفعال الجوارح والأركان فهذا ما لم يعف عنه وإن جاز العفو عنه بعد إثباته والمحاسبة عليه فضلا كما روى أن الله تعالى يقول للحافظين: «وإذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه فإن عملها فاكتبوها وآخذه أو اغفر» وقوله (عليه السلام) «إن الله تجاوز لي» يشعر بفضيلته فإن الله تعالى خصه في حق أمته بهذا العفو دون من قبله من الأنبياء كما خصه بقوله: «نصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم ولم يحل لأحد قبلي ونصرت بالصبا» إلى غير ذلك مما أكرمه انتهى كلامه.
2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قلت له: إنه يقع في قلبي أمر عظيم، فقال: «قل: لا إله إلا الله، قال جميل: فكلما وقع في قلبي شيء قلت: لا إله إلا الله، فيذهب عني».
* الأصل:
3 - ابن أبي عمير، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله هلكت، فقال له (عليه السلام): أتاك الخبيث فقال لك: من خلقك؟ فقلت: ألله، فقال لك:
ألله من خلقه؟ فقال: إني والذي بعثك بالحق لكان كذا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ذلك والله محض الإيمان، قال ابن أبي عمير: فحدثت بذلك عبد الرحمن بن الحجاج فقال: حدثني أبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنما عنى بقوله «هذا والله محض الإيمان» خوفه أن يكون قد هلك حيث عرض له ذلك في قلبه».
* الشرح:
قوله: (فقال يا رسول الله هلكت) قال ذلك لظنه أنه مكلف بالتحفظ من الخطرات ودفعها شاق عليه وذلك إشارة إلى خوف الهلاك كما دل عليه ما بعده أي خوفك من الهلاك لأجل تلك المخاطرة محض الإيمان ضرورة ان الكافر لا يخاف من هذه ولا من أعظم منها ولا يخبر بهلاكه.
* الأصل:
4 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا عن علي بن مهزيار قال: كتب رجل إلى أبي جعفر (عليه السلام) يشكو إليه لمما يخطر على باله، فأجابه في بعض كلامه: «إن الله عز وجل إن شاء ثبتك فلا يجعل لإبليس عليك طريقا، قد شكى قوم إلى