وتكون المشيئة مشيئة حتم والله أعلم.
2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «يكون القلب ما فيه إيمان ولا كفر، شبه المضغة أما يجد أحدكم ذلك».
* الأصل:
3 - محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال:
«إن الله خلق قلوب المؤمنين مطوية مبهمة على الإيمان فإذا أراد استشارة ما فيها نضحها بالحكمة وزرعها بالعلم، وزارعها والقيم عليها رب العالمين».
* الشرح:
قوله: (قال إن الله خلق قلوب المؤمنين مطوية مبهمة على الايمان) خلق قلوبهم مطوية على سبيل التشبيه بما يقبل الطي كالثياب والكتاب والمراد بالمبهمة المغلقة والمقفلة على سبيل الشبيه بالبيت. فلا يعلم ما فيها إلا هو من أبهم الباب فهو مبهم إذا أغلقه وأقفله أو المعظلة التي لا يعلم حالها ووصفها إلا هو من أبهم الامر فهو مبهم إذا لم يجعل عليه دليلا، أو الخالصة الصحيحة التي ليس فيها شيء من العاهات والأمراض، ومنه فرس بهيم وهو الذي له لون واحد لا يخالطه لون سواه، وقوله على الايمان متعلق بمطوية أو بمبهمة أو بهما على التنازع أو حال عن القلوب أي خلقها كائنة على الايمان، وفي ذكر المطوية والمبهمة اشعار بأن ايمانها مغفول عنه وهو عبارة عن سهو القلب. ولما كان الخلق تابعا للعلم وكان علم الله عز وجل بالشيء قبل خلقه كعلمه به بعده، وكان قلب المؤمن متصفا بالايمان باختيار إياه صدق أنه تعالى خلقه على هذا الوصف فلا يلزم الجبر.
(فإذا أراد استشارة ما فيها نضحها بالحكمة وزرعها بالعلم) الاستشارة بالشين المعجمة استخراج العسل من موضعه يقال: شار العسل شورا من باب قال، وأشاره واستشاره إذا استخرجه من الوقبة وهي نقرة في صخرة يجتمع فيها الماء والعسل، وفيه نوع تخييل وتشبيه الماء في قلوب المؤمنين بالعسل في الترغيب وميل الطبع، والنضح الرش نضحه كمنعه إذا رشه، وانما شبه الحكمة وهي دين الحق المانع للقلب عن الصلابة والغلظة والباعث للرخوة واللينة بالماء لأنها تلين القلب وتصلحها كالماء للأرض وشبه العلم بالبذر لأنه ينمو ويحصل منه المانع الكثير كالبذر، ولا يخفي ما فيه من المكنية والتخييلية.
(وزارعها والقيم عليها رب العالمين) الزرع في الأصل الانبات. يقال: زرع الله الحرث أي أنبته