وروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله (عليه السلام): أن الأنفال كل ما أخذ من دار الحرب بغير قتال إذا انجلى عنها أهلها وتسميه الفقهاء فيئا، وميراث من لا وارث له، وقطائع الملوك إذا كانت في أيديهم من غير غصب، والآجام، وبطون الأدوية، والموات وغير ذلك مما ذكرناه في كتب الفقه، وقالا هو لله وللرسول، وبعده للقائم مقامه يصرفه حيث يشاء من مصالح نفسه ومن يلزمه مؤونته ليس لأحد فيه شئ...
والأنفال جمع نفل، والنفل هو الزيادة على الشئ، يقال نفلتك كذا إذا زدته، قال لبيد بن ربيعة: (شعر) " إن تقوى ربنا خير نفل * وباذن الله ريثي والعجل. " والنفل هو ما أعطيه المرء على البلاء والفناء (العناء زائدا - ظ.) على الجيش على غير قسمة. وكل شئ كان زيادة على الأصل فهو نفل ونافلة، ومنه قيل لولد الولد نافلة، ولما زاد على فرائض الصلاة نافلة. " (1) 4 - وفى تفسير الكشاف:
" النفل: الغنيمة لأنها من فضل الله - تعالى - وعطائه قال لبيد: " إن تقوى ربنا خير نفل. " والنفل ما ينفله الغازي: أي يعطاه زائدا على سهمه من المغنم، وهو أن يقول الإمام تحريصا على البلاء في الحرب: من قتل قتيلا فله سلبه، أو قال لسرية: ما أصبتم فهو لكم أو فلكم نصفه أو أربعة. " (2) 5 - وفى تفسير الميزان قال:
" الأنفال جمع نفل بالفتح وهو الزيادة على الشئ، ولذا يطلق النفل والنافلة على التطوع لزيادته على الفريضة.
وتطلق الأنفال على ما يسمى فيئا أيضا وهى الأشياء من الأموال التي لا مالك لها من الناس كرؤوس الجبال، وبطون الأدوية والديار الخربة، والقرى التي باد أهلها، وتركة من لا وارث له وغير ذلك، كأنها زيادة على ما ملكه الناس فلم يملكها أحد، وهي لله ولرسوله.