قال: فما تقولين في طلحة بن عبيد اللَّه؟ قالت: وما عسى أن أقول في طلحة، اغتيل من مأمنه وأوتي من حيث لم يحذر وقد وعده رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الجنة قال: فما تقولين في الزبير؟ قالت يا هذا لا تدعني كرجيع الصبيغ يعرك في المركن قال: حقاً لتقولن ذلك وقد عزمت عليك، قالت: وما عسيت أن أقول في الزبير ابن عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وحواريه، وقد شهد له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالجنّة، ولقد كان سباقاً إلى كل مكرمة في الإسلام، وإني أسألك بحق اللَّه يا معاوية فان قريشاً تحدث أنك أحلمها فأنا أسألك بأن تسعني بفضل حلمك وأن تعفيني من هذه المسائل وامض لما شئت من غيرها، قال: نعم وكرامة قد أعفيتك وردّها مكرمة إلى بلدها» «١».
أم البراء بنت صفوان بن هلال «٢»:
استأذنت أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية فأذن لها فدخلت في ثلاثة دروع تسحبها، قد كارت على رأسها كوراً كهيئة النسف فسلمت ثم جلست، فقال: كيف أنت يا بنت صفوان؟ قالت: بخير يا أمير المؤمنين، قال: فكيف حالك؟ قالت: ضعفت بعد جلد وكسلت بعد نشاط، قال: شتّان بينك اليوم وحين تقولين:
يا عمرو دونك صامراً ذا رونق | | عضب المهزة ليس بالخوار |