سألتها فقالت: قال: ان جبرئيل كان يأتيني كل عام فيعارضني بالقرآن مرّة وانه أتاني العام فعارضني مرتين ولا اظن أجلي الّا قد حضر ونعم السلف أنا لك وقال:
أنت أسرع أهلي بي لحوقاً قالت: فبكيت لذلك ثم قال: أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمة، أو نساء العالمين، قالت: فضحكت» «1».
روى الهيثمي عن علي بن الهلالي عن أبيه قال: «دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة رضي اللَّه عنها عند رأسه قال: فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم طرفه اليها فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت: أخشى الضيعة بعدك، فقال: يا حبيبتي، أما علمت أن اللَّه عزّوجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها اباك فبعثه برسالته، ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة، فأختار منها بعلك وأوحى اليّ أن أنكحك اياه، يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا اللَّه سبع خصال لم تعط إلى أحد قبلنا ولا تعطى أحداً بعدنا، أنا خاتم النبيّين وأكرم النبيين على اللَّه وأحب المخلوقين إلى اللَّه عزّوجل وأنا ابوك ووصيّي خير الأوصياء وأحبهم إلى اللَّه وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء واحبهم إلى اللَّه وهو عمّك حمزة بن عبد المطلب وعم بعلك، ومنا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك، ومنّا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبو هما والذي بعثني بالحق خير منهما، يا فاطمة والذي بعثني بالحق أن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطعت السّبل واغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر