فدكاً، وزعمت انّه في ء للمسلمين، وقد قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
«البينة على المدّعي، واليمين على المدّعى عليه» فرددت قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم البيّنة على من ادّعى، واليمين على من ادّعى عليه، قال: فدمدم الناس وانكروا ونظر بعضهم إلى بعض، وقالوا: صدق واللَّه علي ورجع إلى منزله» «1».
وروى الإربلي باسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: لما قبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جاءت فاطمة عليها السلام تطلب فدكاً، فقال أبو بكر:
انّي لأعلم ان شاء اللَّه انك لن تقولي إلا حقاً ولكن هاتي بينتك، فجاءت بعلي عليه السّلام فشهد ثم جاءت بأمّ أيمن فشهدت، فقال: امرأة أخرى أو رجلًا فكتبت لك بها.
قال: هذا الحديث عجيب فانّ فاطمة عليها السلام ان كانت مطالبة بميراث فلا حاجة بها إلى الشهود، فانّ المستحق للتركة لا يفتقر إلى الشاهد، الّا اذا لم يعرف صحة نسبه واعتزائه إلى الدارج، وما أظنهم شكّوا في نسبها عليها السّلام وكونها ابنة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وان كانت تطلب فدكاً وتدعي أن أباها صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نحلها ايّاها احتاجت إلى اقامة البيّنة، ولم يبق لما رواه أبو بكر من قوله: نحن معاشر الأنبياء لا نوّرث، معنى، وهذا واضح جداً فتدبره» «2».
وقال ابن أبي الحديد: «سألت علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد، فقلت له: أكانت فاطمة صادقة؟ قال: نعم، قلت: فلم لم يدفع اليها أبو بكر