قالت زينب بنت فوّاز: «ان فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم صارت إلى قبر أبيها بعد موته ووقفت عليه وبكت ثمّ أخذت من تراب القبر فجعلتها على عينها ووجهها ثمّ أنشأت تقول:
ماذا على من شمّ تربة أحمد | أن لا يشمّ مدى الزّمان غواليا | |
صبّت عليّ مصائب لو أنّها | صبّت على الأيام عدن لياليا |
ولها عليها السّلام، ترثي أباها صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
اغبر آفاق السماء وكورت | شمس النهار وأظلم العصران | |
والأرض من بعد النبي كئيبة | أسفا عليه كثيرة الأحزان | |
فليبكه شرق البلاد وغربها | ولتبكه مضر وكل يمان | |
وليبكه الطود الأشمّ وجوّه | والبيت ذو الاستار والأركان | |
يا خاتم الرّسل المبارك صنوه | صلّى عليك منزّل القرآن» «٢» |
وروى أحمد باسناده عن أنس بن مالك: «انّ فاطمة بكت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: يا أبتاه من ربّه ما ادناه، يا أبتاه إلى جبرئيل أنعاه، يا أبتاه جنّة الفردوس مأواه» «3».