قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٣ - الصفحة ١٩٤
وآله وسلّم في هذا الفي ء بشي ء لم يؤته أحداً غيره ثم قرأ:«وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ» إلى قوله: «قَدِيرٌ»، فكانت هذه خاصة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم» «1».
وروى أبو داود قال: «حدثنا حسين بن علي العجلي، ثنا يحيى ابن آدم، ثنا ابن أبي زائدة، عن محمّد بن اسحاق، عن الزهري، وعبد اللَّه بن أبي بكر، وبعض ولد محمّد بن مسلمة، قالوا: بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا، فسألوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يحقن دمائهم ويسيرهم، ففعل، فسمع بذلك أهل فدك، فنزلوا على مثل ذلك، فكانت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خاصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب» «2».
قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري: «وروى محمّد بن اسحاق أيضاً أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما فرغ من خيبر قذف اللَّه الرعب في قلوب أهل فدك، فبعثوا إلى رسول اللَّه فصالحوه على النصف من فدك، فقدمت عليه رسلهم بخيبر أو بالطريق أو بعد ما أقام بالمدينة، فقبل ذلك منهم وكانت فدك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خالصة له، لأنّه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب» «3».

(١) وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى للسمهودي ج ٣ ص ٩٩٧.
(٢) سنن أبي داود ج ٣ ص ٢١٨، رقم ٣٠١٦، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٦ ص ٢١٠.
(٣) شرح نهج البلاغة ج ١٦ ص ٢١٠.
«لما أجلاهم عمر بعث اليهم من يقوم الأموال، بعث أبا الهيثم بن التيهان، وفروة ابن عمرو، وحباب بن صخر وزيد بن ثابت، فقوموا أرض فدك ونخلها، فأخذها عمرو دفع اليهم قيمة النصف الذي لهم، وكان مبلغ ذلك خمسين ألف درهم اعطاهم اياها من مال أتاه من العراق وأجلاهم إلى الشام».
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٦ ص ٢١١.
فإذا كان النصف يقدر بخمسين الف درهم يكون قيمة الجميع مائة الف درهم «ويظهر أن نخلها كان كثيراً يعتد به بحيث يقطعه معاوية اثلاثاً لثلاثة اشخاص كبراء ...».
(نقض الوشيعة، للسيد محسن الأمين ص ٤٩٨).
وروى الكليني عن علي بن محمّد بن عبداللَّه عن بعض أصحابنا أظنه السيارى عن علي بن أسباط قال: لما ورد أبو الحسن موسى عليه السلام على المهدي رآه يرد المظالم فقال: يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: ان اللَّه تبارك وتعالى لما فتح على نبيه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فدك وما والاها، لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل اللَّه على نبيه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ» فلم يدر رسول اللَّه من هم فراجع في ذلك جبرئيل، وراجع جبرئيل عليه السلام ربه فأوحى اللَّه اليه ان أدفع فدك الى فاطمة عليها السلام، فدعاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال لها: يا فاطمة، ان اللَّه أمرني أن أدفع اليك فدك فقالت: قد قبلت يا رسول اللَّه من اللَّه ومنك/ فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فلما ولى أبو بكر أخرج عنها وكلاءها، فأتته فسألته أن يردها عليها فقال لها: آتيني بأسود أو أحمر، يشهد لك بذلك فجائت بأميرالمؤمنين عليه السّلام وأم ايمن فشهدا لها، فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر، فقال: ما هذا معك يا بنت محمّد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة، قال: أرينيه؟ فأبت، فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وخرقه فقال لها: هذا لم يوجف عليه ابوك بخيل ولا ركاب فضعي الحبال في رقابنا. فقال له المهدي: يا أبا الحسن حدها لي، فقال: حدٌ منها جبل أحد، وحدٌ منها عريش مصر وحدٌ منها سيف البحر وحدٌ منها دومة الجندل، فقال له: كل هذا؟ قال: نعم يا أميرالمؤمنين، هذا كله، ان هذا مما لم يوجف على أهله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بخيل ولا ركاب، فقال: كثيرٌ وأنظر فيه.
(اصول الكافي، كتاب الحجة ج ١ ص ٥٤٣ الرقم ٥ باب الفي ء والأنفال وتفسير الخمس).
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست