تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٤٣
مواقع أجزائه كما مر (وثامنها) المتشنج ودلالته كالمنشاري مطلقا في غير ما اختص أي ذات الجنب به قالوا وهذه الأجناس تخص النبضة مع عمومها مواقع الأصابع ويكون عن الجنس المذكور أجناس أخ‍؟؟ تأتى قريبا في حرف النون إن شاء الله تعالى.
* (حرف النون) * [نبض] هو حركة مكانية في أوعية الروح مؤلفة من انبساط وانقباض للتبريد بالنسيم وهى ذاتية فيها على الأصح على حد مد المياه وجزرها الحاصلين من قبل الأشعة بدليل انقباض الشريان حيث ينبسط القلب ولا ينعكس ولا يرد اختلاف النبض في المفلوج لان لزوم التساوي حيث الامر كذلك مشروط بعدم المانع لا مطلقا وإنما كان النسيم للتبريد، لان إخراج الفضلات بالقبض عظيم الفائدة ومن ثم قيل إن ما في بعض نسخ القانون من قوله للتدبير محمول على السهو أو القصور كذا قالوه.
وأقول إنه لا سهو ولا قصور إلا في أفهامهم لا في العبارة لجواز حمل التدبير على الذاتي والعرضي فيراد في التدبير جزآه وليس للنسيم المستنشق غير هذا وقد سبق بطلان صيرورته أرواحا، ونقل أهل التجربة أن الحركة المؤلفة من البسط والقبض للقلب خاصة وليس للعرق إلا ارتفاع وانخفاض وهذا لو صح للزم أن لا سبيل إلى تحرير نحو العشق والخفقان من النبض وهو باطل وهل الحركة ذاتية في جميع أو عية الروح أو في القلب أصالة والغير عرضا أو العكس لا قائل بالثالث وقال بالأول جالينوس وأتباعه والشيخ محتجين بالتخالف السابق واختلاف القوتين في القلب والشريان لتساوى القوتين وقال بالثاني أركيفانس وفيثاغورس وهو الحق لان الحركة الغريزية ليس لها معدن سواه ولانا لو فرضنا القوتين ذاتيتين فاما أن يتحدا جنسا أو نوعا أو شخصا أو يختلفا كذلك وعلى التقادير الست تنتفى الفائدة أو يلزم التغاير وما احتجوا به من اختلاف النبض في الشخص الواحد وأنه لو لم يكن بقوتين متغايرتين ذاتيتين لم يقع ذلك مردود لان الاختلاف إما في مريض كالمفلوج فوجهه ظاهر وهو حصول المرض أو في صحيح كنبض الجانب الأيسر بالنسبة إلى الأيمن وعلته قرب القلب وبعده وهذا مما ينبغي أن لا يشك فيه ومما يدل على أن الشريان تابع للقلب ظهور انحطاط القوة منه كما بين النملي والدودي عند الموت ودلالة النفس على حالة البدن فان سرعته واختلافه وسائرأ حواله كالنبض، وقد اختلفوا في حركته، فقال جالينوس من اليونانين وجميع حكماء الهند إن حركة النفس إرادية بدليل القدرة على طول النفس وقصره وبنوا على ذلك علم الحريرة المضمن لان العمر محصى بالأنفاس لا بالساعات وأن من ارتاض ولم يأكل الأرواح طال عمره وهو بحث طويل مفرد بالتأليف. قال المعلم وغالب المشائين الحركة طبيعية بدليل وقوعها في اليوم حيث الإرادة منفية فكل من الفريقين معارض بالمثل غير مناقض ولا ناف. والذي أقوله إن الحركة مركبة من الامرين لأنها منوطة بالنسيم والروح ولكن هل التركيب ملازم للزمان وحركة اليقظة إرادية والاخرى طبيعية لم أرفيه نقلا والذي يتجه الأول لمامر وكيف كان فدلالته على أحوال البدن كالنبض والكلام فيهما واحد وقوة القلب بالهواء من باب الاصلاح لا أنه غذاء للروح وإلا لزم أن تبقى الأرواح بحالها بعد الاستفراغ بالأدوية وعدم تناول المأكولات لان الاستنشاق موجود وهو محال. إذا تقرر هذا فالكلام في هذا يستدعى مباحث: الأول في تحقيق النبضة الواحدة وذكر المقدار الكافي من الانباض في تشخيص العلة. النبض لغة الحركة مطلقا واصطلاحا ما قدمناه ولكن أجمعوا على أن النبضة الواحدة ما كانت من سكونين أحدهما عن حركة الانبساط ويسمى
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197