مواقع أجزائه كما مر (وثامنها) المتشنج ودلالته كالمنشاري مطلقا في غير ما اختص أي ذات الجنب به قالوا وهذه الأجناس تخص النبضة مع عمومها مواقع الأصابع ويكون عن الجنس المذكور أجناس أخ؟؟ تأتى قريبا في حرف النون إن شاء الله تعالى.
* (حرف النون) * [نبض] هو حركة مكانية في أوعية الروح مؤلفة من انبساط وانقباض للتبريد بالنسيم وهى ذاتية فيها على الأصح على حد مد المياه وجزرها الحاصلين من قبل الأشعة بدليل انقباض الشريان حيث ينبسط القلب ولا ينعكس ولا يرد اختلاف النبض في المفلوج لان لزوم التساوي حيث الامر كذلك مشروط بعدم المانع لا مطلقا وإنما كان النسيم للتبريد، لان إخراج الفضلات بالقبض عظيم الفائدة ومن ثم قيل إن ما في بعض نسخ القانون من قوله للتدبير محمول على السهو أو القصور كذا قالوه.
وأقول إنه لا سهو ولا قصور إلا في أفهامهم لا في العبارة لجواز حمل التدبير على الذاتي والعرضي فيراد في التدبير جزآه وليس للنسيم المستنشق غير هذا وقد سبق بطلان صيرورته أرواحا، ونقل أهل التجربة أن الحركة المؤلفة من البسط والقبض للقلب خاصة وليس للعرق إلا ارتفاع وانخفاض وهذا لو صح للزم أن لا سبيل إلى تحرير نحو العشق والخفقان من النبض وهو باطل وهل الحركة ذاتية في جميع أو عية الروح أو في القلب أصالة والغير عرضا أو العكس لا قائل بالثالث وقال بالأول جالينوس وأتباعه والشيخ محتجين بالتخالف السابق واختلاف القوتين في القلب والشريان لتساوى القوتين وقال بالثاني أركيفانس وفيثاغورس وهو الحق لان الحركة الغريزية ليس لها معدن سواه ولانا لو فرضنا القوتين ذاتيتين فاما أن يتحدا جنسا أو نوعا أو شخصا أو يختلفا كذلك وعلى التقادير الست تنتفى الفائدة أو يلزم التغاير وما احتجوا به من اختلاف النبض في الشخص الواحد وأنه لو لم يكن بقوتين متغايرتين ذاتيتين لم يقع ذلك مردود لان الاختلاف إما في مريض كالمفلوج فوجهه ظاهر وهو حصول المرض أو في صحيح كنبض الجانب الأيسر بالنسبة إلى الأيمن وعلته قرب القلب وبعده وهذا مما ينبغي أن لا يشك فيه ومما يدل على أن الشريان تابع للقلب ظهور انحطاط القوة منه كما بين النملي والدودي عند الموت ودلالة النفس على حالة البدن فان سرعته واختلافه وسائرأ حواله كالنبض، وقد اختلفوا في حركته، فقال جالينوس من اليونانين وجميع حكماء الهند إن حركة النفس إرادية بدليل القدرة على طول النفس وقصره وبنوا على ذلك علم الحريرة المضمن لان العمر محصى بالأنفاس لا بالساعات وأن من ارتاض ولم يأكل الأرواح طال عمره وهو بحث طويل مفرد بالتأليف. قال المعلم وغالب المشائين الحركة طبيعية بدليل وقوعها في اليوم حيث الإرادة منفية فكل من الفريقين معارض بالمثل غير مناقض ولا ناف. والذي أقوله إن الحركة مركبة من الامرين لأنها منوطة بالنسيم والروح ولكن هل التركيب ملازم للزمان وحركة اليقظة إرادية والاخرى طبيعية لم أرفيه نقلا والذي يتجه الأول لمامر وكيف كان فدلالته على أحوال البدن كالنبض والكلام فيهما واحد وقوة القلب بالهواء من باب الاصلاح لا أنه غذاء للروح وإلا لزم أن تبقى الأرواح بحالها بعد الاستفراغ بالأدوية وعدم تناول المأكولات لان الاستنشاق موجود وهو محال. إذا تقرر هذا فالكلام في هذا يستدعى مباحث: الأول في تحقيق النبضة الواحدة وذكر المقدار الكافي من الانباض في تشخيص العلة. النبض لغة الحركة مطلقا واصطلاحا ما قدمناه ولكن أجمعوا على أن النبضة الواحدة ما كانت من سكونين أحدهما عن حركة الانبساط ويسمى