عن ظاهر البدن ولذلك يحتاج النائم إلى دثار أزيد من اليقظان فعليه يجب بأن يكون نوم النهار معدلا للأمزجة لان حرارته تقوم مقام التي فارقته بخلاف الليل. فان قيل يلزم منه فرط التحليل وسرعة بالشيب والهرم لتوالى الحرارتين معا. قلت يجب أن تكون اليقظة كذلك وأن يكون نوم الغدوات والعشيات جيدا وقد منعوا ذلك، ويمكن الجواب عن هذا بأن اليقظة يكون الباطن فيها باردا وأطراف النهار غير خلية عن الحرارة في الجملة وأكثر ما يكون سبع ساعات وأقله ثلاثة تنشط وتجفف ما رطب فاعتدالهما موجب للعدل وطول النوم ممل مكسل يرخى واليقظة جالبة للجنون والهزال، ثم الضرر الحادث من النوم وكذا النفع يختلفان باختلاف الخلط والغذاء فإن كان جيدا صلح به وإلا فسد فان النوم بعد أكل نحو الثوم والخردل يورث من ظلمة البصر أمرا مشاهدا ومن صحة البدن بعد نحو السكر ما هو ظاهر ولذلك منع علماء التعبير من تأويل رؤيا المحرور وفاسد الدماغ واعتبروا صفاء الخلط وجودة الغذاء ثم يجب في النوم أثر الغذاء كونه على الأيمن ليميل الغذاء على الوجه الطبيعي إلى الكبد ثم على الوجه ليحفظ الحرارة ويهضم إلا من به مرض يمنع من ذلك كالرمد، وأكثر النوم جودة ما كان على الأيسر والنوم على الظهر يضعف القلب ويجلب الأحلام الرديئة والاحتلام ويعطل القوى ما لم تدع الضرورة إليه كصاحب الحصى والمراد بالممدوح في السنة الاستلقاء من غير استغراق من أنه يجود الفكر ويجب كونه على مهد وطئ أعلاه مما يلي الرأس آخذا في التسفل تدريجا ليسهل تفرق المواد وأن لا يترك عنده مزعج ولا ينبه مالم يطل وإذا نبه فليكن بلطف لان الازعاج من النوم كثير الوقوع في الصرع أو الخفقان والسل، وأن يغسل الوجه والأطراف بعده ببارد في الصيف وسخن في الشتاء ومعتدل في الغير ويدهن بالمناسب.
واعلم أن النوم يزيل التخم بتحليل الفضلات ومن يعرق في نومه فان القوى عاجزة عما تحملت والسهر المفرط مخرج عن الصحة وكذا النوم بلا دور مضبوط والتململ بين نوم ويقظة وعلاج كل منهما يأتي في موضعه إن شاء الله تعالى لكن لا بأس بذكر بعض أفراد حتى لا يخلو عن فائدة منها ما يجلب السهر بالخاصية كشم الكافور وكذا تعليق شعر الذئب خلف الاذن وكذا وبر الخفاش وكذا وضع ريشه عند النوم فإنه لم ينم ما دام عليه ذلك (وأما ما يجلب النوم) فهو كرض الخشخاش بجملته وطبخه وغسل الوجه به وكذا البزر وحده إذا دق وضمد به الجبين وكذا طبخ الخس أكلا ونطولا والصبر شما ووضعا تحت الوسادة من غير علمه وكذا الحلبة مطلقا وسيأتى تتمته في السبات.
* (حرف الكاف) * [كابوس] تحيز بخارات في مجرى النفس تتراقى إلى الدماغ أو تنصب منه دفعة حين الدخول في النوم (وسببها) إفراط ما عدا الصفراء والاكثار من الأغذية التي توجبه وإنما يقع لا نحصار الحرارة وتنقضي بالتحلل والاضطراب وحقيقته تأذى الأعضاء بما ذكر والمدرك منه شئ ثقيل يبطل الحركة والكلام وهو مقدمة الصرع فيجب إزالته (وعلامته) الثقل ولزوم الرطوبة إن كان عنها وإلا السوداء (العلاج) فصد القيفال أولا في النازل من الدماغ وفى الدم المشترك في التراقي والفرق بينهما بدؤه من الأعلى في الأول ثم تلطيف الخلط والقئ في البلغم بالفجل والسكنجبين والاستفراغ بالأيارج وفى السوداء بطبيخ الأفتيمون وما في الصرع والسكتة آت هنا [كليات] هي والألفاظ والدلالات والتعاريف والقضايا ولوازمها من جهة وعكس وتناقض والأقيسة الاقترانية والشرطية يقينية كانت أو ظنية أو غيرها من أجناس العلوم وتحتها بحسب اختلاف الوضعيات أنواع العلوم