تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٨
* (تنبيه) * مقتضى العقل أن تكون طبقات هذه العناصر أربعة لكل واحدة صرفة تحفظ الأصل وأخرى تمد العالم وحامية للصرفة من غيرها من الجهتين والحال أنهم أثبتوا الأربعة سبعة والسهروردي ستة والشيخ لم يحقق في هذا كلاما والذي ذكروه عنه تسعة ثلاثة للتراب وواحدة للماء كذا النار وأربعة للهواء وفى الترويجات ثلاثة، والذي أقوله وفاقا للمعلم إنها تسعة وتعليلها أن التراب ليس تحته ما يحترز منه فله الصرفة والطينية والمكشوفة للشعاع والماء له الصرفة خاصة لان التراب والهواء يهربان منه وقوته المادة للكون قد امتزجت بما صارت به مرة ومالحة وعذبة وغير ذلك (وأول) طبقات الهواء ما أحاط بالماء، وهو البارد الذي يبرد نحو الماء فلا يقال لم حكمتم بحرارته. وثانيها ذات الدخان والبخار وهى على ستة عشر فرسخا من سطح الأرض إلى الجو.
وثالثها الصرفة: ورابعها النارية والنارية كالماء فيما ذكر والأربعة بسيطة شفافة غير ملونة وهى أجزاء أولية للمركبات وهل يوجد منها البسيط عندنا أقوال ثالثها يوجد في غير التراب كنار الفتيلة وماء المطر إذا صفا الجو والهواء إذا عدمت الرياح ورابعها لا يوجد إلا بالهواء.
* (فصل في ثانيها) * وهو المزاج وحقيقته وكيفيته متشابهة عن تفاعل صور الأركان وانفعال موادها بالتماس والتصعيد وكسر كل سورة الآخر لتكون المركبات هكذا قرروه وعندي فيه نظر لان الانكسار والكسر إن وقعا على التعاقب لزم انقلاب المكسور كاسرا وهو محال أو معا لزم اجتماع الضدين وهو باطل أيضا وهذا إشكال قوى تعكسه المشاهدة ولم يحسنوا تقويمه ويمكن أن يقال إن المراد بالكسر التكافؤ لا التغير، وأما كيف تمتزج العناصر فأمر تعجز الأذهان عن تصوره وقد أطلقنا تحقيق الاستحالة وحال العناصر مع الشعاع وهل المنضج في هذا العالم هي أم المس في غير هذا المحل فلتطلبه. وحاصل البحث أنك قد عرفت حال الطبقات والاحياز وأن كلا لا يجامع الآخر فكيف يمتزج والمقرر فيه أنه قال في كتب السماع والطبيعيات إن الكواكب فصلت موارد العناصر حتى جمعتها كيفية قامت عنها المولدات وأقر الشيخ وغيره هذا وعندي فيه نظر لان الكواكب يستحيل اجتماعها على نسب طبيعية بحيث تفصل ما يجب في الوقت الواحد في سائر البقاع لان الشمس مثلا إذا كانت في الجدي فما الذي يصل نحو أهل الرابع منها وبالعكس في الحبشة وهكذا الباقي ودوام الحركة يمنع مناسبة المسامتة ويمتنع أن نقول إن المزاج وقع أول الدورة فقد قالوا إنها كانت في أول الحمل مجموعة وفيه ما فيه لأنه يلزم وقوع الامتزاج أولا في الإقليم الأول. وقال أفلاطون وفيثاغورس وديمقر اطيس إن الامتزاج كان بإعطاء العناصر قوة لاجتماع لما بينهما من الانقلاب والتناسب وهذا أشكل من السابق لأنه يستلزم إخراج العنصر عن موضعه بلا قاسر وهو محال وإلا جاز ارتفاع التراب عن الماء واستقرار الهواء تحته وأيضا الانقلاب لم يقع إلا بعد امتزاج وجه الأرض بالمختلفات وقد علمت مذهبي فيه وإنما أقول إن الفاعل المختار حيث اخترع البسائط من غير سبق هيولى ولا مادة كذلك اخترع المزاج منها ولئن لم تغلب نفوسهم فلم لا يقولون إن النفس الكلية السارية في القوى التي أمدت العالم من هذه الكيفيات انفصلت منها قبل تحركها إلى أماكنها ثم التفاعل والانفعال يتمان بالتداخل ومجرد التأثير إما بالمجاورة أو الملاقاة فهذه للكون وأول حادث عنها المعدن ضرورة وإلا لصح وجود النبات والحيوان في غير حيز كذا قالوه وعندي فيه نظر لان الثاني في حيز التراب المطلق لا مطلق الأرض بل المتجه أن اختلاف المعادن لم يقع إلا بعد تمام الكون لا فتقار ذلك إلى
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197