إلى غاية معلومة سمى الزير فيجذب المثنى على نسبة تليه في الانحطاط وهكذامع الجس بالخنصر والضرب حتى يقع التساوي فالزير كعنصر النار في الطبع والتأثير والمثنى كالهواء والمثلث كالماء والبم كالتراب فانطبق على الاخلاط والأمزجة إفرادا وتركيبا ويقوى ما يكون على الاخلاط من سجايا وأمراض وأمكنة وأزمنة حتى قيل إن لطف النار مثل لطف الهواء مرة وثلثا وهكذا الهواء بالنسبة إلى الماء والماء إلى التراب كما مر في الأوتار. وأما وضعهم هذه الأوتار حتى جعلوها ثمانية فلما مر من أنها أول مكعب مجذور لان الأرض كذلك فشا كلوا بذلك مزاجها وقد قيل إن هذه النسبة مستمرة إلى الفلك فان قطر الأرض ثمانية والهواء تسعة والقمر اثنا عشر وعطارد ثلاثة عشر والزهرة ستة عشر والشمس ثمانية عشر والمريخ أحد وعشرون ونصف والمشترى أربعة وعشرون وزحل سبعة وعشرون وأربعة أسباع والثوابت ثلاثون ولان التثمين داخل في أشياء كثيرة منها تضاعف المزاج والطبائع وبالجملة فقد اختلف ميل طوائف العالم إلى مراتب الاعداد كما عشقت الصوفية الواحد فطوت الأشياء فيه والمجوس الاثنين والنصارى الثلاثة وأهل الطبائع الأربعة وأهل الاوفاق الخمسة والهندسة الستة والحكماء الفلكيون السبعة فالذهن من حيث هو يستحسن النسب حتى إذا برزت إلى الخارج زادت النفس بسطا فان الكتابة تحسن بمناسبة حروفها استقامة وتدويرا وغلظا ورقة واستدارة ولو بمجرد الانحناء فقد قيل إن الحروف كلها وإن اختلفت بحسب الأمم لا تخرج عن خط مستقيم ومقوس ومركب منهما. ثم قوانين الغناء لا تخرج عن ثمانية (ثقيل أول) من تسع نقرات ثلاثة متوالية وواحدة كالسكون فخمسة مطوية الأول (وثقيل ثان) من إحدى عشرة ثلاثة متوالية فواحدة سا كنة فثقيلة فأربعة مطوية الأول (وخفيف الثقيل الثاني) من ستة ثلاثة متوالية فسكون ثم ثلاثة (ورمل) من سبعة ثقيل أول فمتواليتان فسكون هكذا إلى آخره (وخفيفه) من ثلاث نقرات متوالية متحركة (وخفيف الخفيف) من نقرتين بينهما سكون قدر واحدة (وهزج) من نقرة كالسكون ثم سكون قدر نقرة ثم بين كل اثنتين سكون فهذه أصول التراكيب وإنما تكرر بحسب استيفاء الأدوار [مسلى] بالتشديد نسبة إلى المسلة من آلات الخياطة وتسمى هذه وما بعدها الأجناس المركبة وهى كثيرة لكن تعود إلى أصول منها على التاسع ثمانية (أحدها) وهو المسلى سمى بذلك لرقة مدخلة وغلظ وسطه ويدل على اجتماع الاخلاط في الصدر والشراسيف والقلب وكمال الربو والدبيلات وامتلاء المعدة ويعرف به تحرير الخلط من باقي البسائط وهو سهل (وثانيها) المائل وهو عكسه هيئة ودلالة (وثالثها) الموجى وهو المختلف الاجزاء تدريجا بحيث يكون الأعظم الخنصر ويظهر اختلافه عرضا فأشبه الأمواج ويدل على فرط الرطوبة والاستسقاء الزقى واللحمي وذات الرئة وغلبة الأمراض البلغمية (ورابعها) النملي سمى بذلك لدقته وضعف حركته ويقع في رابع الحارة فيدل على الموت في الخامس وبعد الموضع من وجود الحمى فيدل على الموت في الحادي عشر ويكون عن الدودى أيضا فيرد عليه إذا انتعشت القوى بشرب ما يقوى القوة كدواء المسك والبادزهر وأنكر قوم انقلابه والصحيح ما قلناه وكل ما دل عليه الدودى دل عليه النملي لكنه أشد رداءة وضعفا في القوى (وخامسها) الدودى وهو موجى ضعفت حركته بإسهال إن طال وإلا فالمجفف من داخل كأخذ نحو الأفيون وما يكثف المزاج إلى فساد الرطوبات وقد يقع في البحار ين لنقص الرطوبات ويكون ابتداؤه عن الموجى كما في النبضة (وسادسها) المنشاري وهو ما اختلفت أجزاؤه تواترا وسرعة وصلابة وعكسها وكان قرعه للاصابع متفاوت التساوي كأسنان المنشار ويدل على فرط اليبس ويختص بذات الجنب والدبيلات والأورام (وسابعها) المرتعش ويدل على الرعشة ونحوها من أمراض العصب بحسب
(٤٢)