تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٤٢
إلى غاية معلومة سمى الزير فيجذب المثنى على نسبة تليه في الانحطاط وهكذامع الجس بالخنصر والضرب حتى يقع التساوي فالزير كعنصر النار في الطبع والتأثير والمثنى كالهواء والمثلث كالماء والبم كالتراب فانطبق على الاخلاط والأمزجة إفرادا وتركيبا ويقوى ما يكون على الاخلاط من سجايا وأمراض وأمكنة وأزمنة حتى قيل إن لطف النار مثل لطف الهواء مرة وثلثا وهكذا الهواء بالنسبة إلى الماء والماء إلى التراب كما مر في الأوتار. وأما وضعهم هذه الأوتار حتى جعلوها ثمانية فلما مر من أنها أول مكعب مجذور لان الأرض كذلك فشا كلوا بذلك مزاجها وقد قيل إن هذه النسبة مستمرة إلى الفلك فان قطر الأرض ثمانية والهواء تسعة والقمر اثنا عشر وعطارد ثلاثة عشر والزهرة ستة عشر والشمس ثمانية عشر والمريخ أحد وعشرون ونصف والمشترى أربعة وعشرون وزحل سبعة وعشرون وأربعة أسباع والثوابت ثلاثون ولان التثمين داخل في أشياء كثيرة منها تضاعف المزاج والطبائع وبالجملة فقد اختلف ميل طوائف العالم إلى مراتب الاعداد كما عشقت الصوفية الواحد فطوت الأشياء فيه والمجوس الاثنين والنصارى الثلاثة وأهل الطبائع الأربعة وأهل الاوفاق الخمسة والهندسة الستة والحكماء الفلكيون السبعة فالذهن من حيث هو يستحسن النسب حتى إذا برزت إلى الخارج زادت النفس بسطا فان الكتابة تحسن بمناسبة حروفها استقامة وتدويرا وغلظا ورقة واستدارة ولو بمجرد الانحناء فقد قيل إن الحروف كلها وإن اختلفت بحسب الأمم لا تخرج عن خط مستقيم ومقوس ومركب منهما. ثم قوانين الغناء لا تخرج عن ثمانية (ثقيل أول) من تسع نقرات ثلاثة متوالية وواحدة كالسكون فخمسة مطوية الأول (وثقيل ثان) من إحدى عشرة ثلاثة متوالية فواحدة سا كنة فثقيلة فأربعة مطوية الأول (وخفيف الثقيل الثاني) من ستة ثلاثة متوالية فسكون ثم ثلاثة (ورمل) من سبعة ثقيل أول فمتواليتان فسكون هكذا إلى آخره (وخفيفه) من ثلاث نقرات متوالية متحركة (وخفيف الخفيف) من نقرتين بينهما سكون قدر واحدة (وهزج) من نقرة كالسكون ثم سكون قدر نقرة ثم بين كل اثنتين سكون فهذه أصول التراكيب وإنما تكرر بحسب استيفاء الأدوار [مسلى] بالتشديد نسبة إلى المسلة من آلات الخياطة وتسمى هذه وما بعدها الأجناس المركبة وهى كثيرة لكن تعود إلى أصول منها على التاسع ثمانية (أحدها) وهو المسلى سمى بذلك لرقة مدخلة وغلظ وسطه ويدل على اجتماع الاخلاط في الصدر والشراسيف والقلب وكمال الربو والدبيلات وامتلاء المعدة ويعرف به تحرير الخلط من باقي البسائط وهو سهل (وثانيها) المائل وهو عكسه هيئة ودلالة (وثالثها) الموجى وهو المختلف الاجزاء تدريجا بحيث يكون الأعظم الخنصر ويظهر اختلافه عرضا فأشبه الأمواج ويدل على فرط الرطوبة والاستسقاء الزقى واللحمي وذات الرئة وغلبة الأمراض البلغمية (ورابعها) النملي سمى بذلك لدقته وضعف حركته ويقع في رابع الحارة فيدل على الموت في الخامس وبعد الموضع من وجود الحمى فيدل على الموت في الحادي عشر ويكون عن الدودى أيضا فيرد عليه إذا انتعشت القوى بشرب ما يقوى القوة كدواء المسك والبادزهر وأنكر قوم انقلابه والصحيح ما قلناه وكل ما دل عليه الدودى دل عليه النملي لكنه أشد رداءة وضعفا في القوى (وخامسها) الدودى وهو موجى ضعفت حركته بإسهال إن طال وإلا فالمجفف من داخل كأخذ نحو الأفيون وما يكثف المزاج إلى فساد الرطوبات وقد يقع في البحار ين لنقص الرطوبات ويكون ابتداؤه عن الموجى كما في النبضة (وسادسها) المنشاري وهو ما اختلفت أجزاؤه تواترا وسرعة وصلابة وعكسها وكان قرعه للاصابع متفاوت التساوي كأسنان المنشار ويدل على فرط اليبس ويختص بذات الجنب والدبيلات والأورام (وسابعها) المرتعش ويدل على الرعشة ونحوها من أمراض العصب بحسب
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197