ما يؤكل وأحكامه وسيأتى في الغذاء والمشروب كذلك لكنا نتكلم على طرف صالح هنا وهى الخمسة التي ذكرناها في الحرف الذي قبل هذا في قولنا معتدل فنقول:
اعلم أن الوارد على البدن من المذكور وغيره إما فاعل بصورته مع قطع النظر عن الكيفيات وهذا الفاعل الصادر بالصورة المذكورة إما انفعال كالاسكار بالخمر أو فعل فقط كغالب الأدوية وهذا الفعل قد يكون صلاحا كدفع الزمرذ الفزع وقد يكون فسادا كحرق الأفيون للدم أو بكيفيته الفعلية كتسخين النار والمستندة إلى القوة كتسخين الفلفل وهكذا الكيفيات الثلاث أيضا في الفعل والقوة وكلها قد تزيد إن ناسبت أو تنقص إن ضادت، فلها مع البدن بهذا الحكم خمس حالات وذلك أنه إذا ورد على البدن المعتدل فاما أن لا يغيره مطلقا وهذا هو العتدل مثل الاسفاناخ أو يغيره لكن لم يظهر للحس أصلا ويسمى هذا في الدرجة الأولى من أي كيفية كان أو بغيره مع ظهوره للحس لكن لم يضر فعله وهذا في الدرجة الثانية وغالب الأغذية من هذين أو يضر لكن لم يبلغ أن يهلك وهذا في الثالثة وغالب الأدوية منه أو يهلك ففي الرابعة وغالب السموم منه وتقدم تكملة هذا في الحرف الذي قبل هذا في قولنا معتدل [مولود] المراد تدبيره والكلام عليه من حين سقوطه إلى يوم موته.
مما يجب له أولا أن يبدأ بقطع الفضلة التي في سرته على حد أربع أصابع وتربط بصوف خفيف الفتل وتضمد بخرقة تلت بزيت طبخ فيه كمون وزعتر ويسير ملح ومر ويملح بدنه بملح وشادنه وآس ومر وقسط مجموعة أو مفردة ليشتد ويمنع عنه العفونة والقمل وإذا سقطت السرة بعد ثلاث ضمدت بالشراب والزيت أو رماد الصدف أو الرصاص المحرق ودم الأخوين أو الكركم والأشنة للتجفيف ويملح لدفع الأوساخ والقمل إلا الانف لضعفه عن الملح ويقطر الزيت في عينيه للغسل وتمسح بناعم وتغمز الأعضاء وفق الشكل المراد والمثانة لا طلاق البول ويفتح الدبر بالخنصر وبها يتعاهد الانف بعد تقليم الظفر لئلا يجرح ويلبس رقيق الثياب المناسبة للزمان ويفرش بها ويقمط حفظا للشكل مع توسطه في الشد ويرخى على بطنه في الأنثى لئلا يكون سببا لعدم الحمل وتطلى مراقه وعضواه بسحيق الآس والزيت حذرا من التسميط ويغسل بفاتر كل ثلاثة ما عدا الشتاء والمائل إلى السخونة كل سبع فيه برفق في صبه وغمز المفاصل والقلع والتلبيس والتنشيف والدهن وسيأتى تدبير النوم وتقدم منه ظرف في حرف الماء (وأما الرضاع) فالأم أولى به لمناسبة لبنها ما كان يغتذى به حتى لو لم ترضعه وجب أن تتعاهده بالقام ثديها ففيه نفع عظيم فإن تعذرت اختير من يقاربها وتكون صحيحة المزاج والتركيب معتدلة البدن واللون والسحنة لحمية صلبة المجس مكتنزة الثديين شابة واسعة الصدر حسنة الخلق خلية عن الحيض والمكدرات والجماع مرضعة لذكر تقارن ولادتها ولادة من أريد إرضاعه لمناسبة اللبن في الزمان أيضا فان لبن آخر الرضاع ليس كأوله لفساده بالحرارة وعجز الثدي عن قصره، ثم إنه لا يغتر بكون المرضعة كما ذكرنا في اللبن من فساده وإن كانت هي كما ذكر فإن لم يكن أبيض طيب الرائحة معتدل القوام عذبا فتعطى ما يعدل الصفراء إن كان أصفر أو مالحا أو كثير الرغوة والبلغم إن كان حامضا أو غليظا والسوداء إن كان إلى السمرة والكمودة والعفوصة وتفصد إن كان أحمر ويراق ما في الثدي وقت العلاج بل قالوا الواجب في كل إرضاعة إراقة شئ من الحاصل وهذه مبالغة وإلا فالصحيح فعل ذلك إذا طرأ ما يغير المزاج خاصة فإذا التقم الثدي غمزله باليد ليدر له بسهولة ولا يمكن من الشبع ويراض بالتحريك والترقيص خصوصا إذا تخم قال الشيخ ويجب عنده تقليل الأضواء لئلا يتفرق بصره وتكثير الألحان الموسيقية قالوا وأقل ما يرتضع الطفل في اليوم والللة مائة وخمسون درهما