تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٦٥
أصحاب تصريف فإذا أرادوا أن يختفوا عن العالم اختفوا وإن أرادوا أن يظهروا ظهروا وتفتح لهم الأبواب وذلك بتلاوة الأسماء، وهذه الطائفة تتوسل بالسر بأسماء عظيمة يعلمونها وكيفية دعواتهم معلومة عند أهل العلم والتصريف التام الذي لخواص الخواص. وأما هذه الطائفة التي تسمى السوفسطائية والدهرية فلا تلتفت لما جنحوا إليه وإنما سطر هذا الرقم لكي يعلم مأخذ علمهم وصفة علمهم فيحترز منه العاقل ولا يقدم عليه الجاهل لكن للتعافين الآتي ذكرها دخل عظيم في علم الطب فلا بأس بذكر شئ منها وكذا المحاريق وما يتبعها لتقف على حقيقتها.
* (فصل في المحاريق وكيفية أعمالها) * وهو بيت من بيوت الحكماء إذا رأيته توهمت أنه نار توقد وإن أشرقت عليه الشمس تأجج نارا حتى كأنه يحترق فاعلم ذلك. (صفة حريق) تأخذ نورة بلا طفي تسحق ناعما ثم خذ نصفها صمغا أسود وربعها حبة خضراء واستحقهما مع النورة واخلطها جميعا واعجنها واطل بها الحيطان والخشب وجففه ساعة ثم خذ دهن بلسان خالص شيح واغله قليلا قليلا فان النار تشتعل لساعتها وإذا أشرقت عليه الشمس رأيت نارا عظيمة تتأجج حتى يتوهم من رآها أنه يحترق. (صفة أخرى) وكان يتعاطاها ملوك الهند والصين. يؤخذ بورق أرمني مع صفرة البيض يسقى ثلاثة أيام وكلما جفت الصفرة سقاها من ماء البورق ثم تأخذ المرقشيثا الذهبية الصفراء وتدقها ناعما وتضعها في إناء زجاج وتصب عليها خلا حاذقا وحماض الأترج المصعد قدر ما يغمرها وزائد إصبعين وحركها كل يوم ثلاث مرات وكلما اسود الخل صفه عنها وبدل عليها غيره حتى لا يتغير لونه فإذا كان كذلك خذها واسحقها مع الدواء الأول والقر شياهور ثلاثة أيام واشوها في كوز جديد مطين في تنور جديد ثم أخرجه وارفعه عندك محتفظا عليه من الندى والغبار فإنه جيد (صفة أخرى) إذا أردت أن تخيل للناظرين أن البيت الذي أنت فيه ذهب يتقد بحيث لا يستطيع أحد أن ينظر إليه. تأخذ من الطلق الذهبي ومن السندروس ومن الرجينة ما شئت ثم اسحقها سحقا جيدا وانخلها ثم شمعها بشمع واصنع منها شمعة في وسطها خرقة مصبوغة بزعفران فإذا جن الليل فخذ من العلم الأخضر وزن ربع درهم ومن المصطكي مثله ومن عود الند مثله وألقه في المجمرة في وسط البيت وهو مغلق ثم خذ تلك الشمعة واجعلها في وسط البيت فإنك ترى العجب بحيث يخيل لك أن البيت صار ذهبا فاعلم ذلك (صفة تدخين) عن أفلاطون قال إذا دخنت به نهارا أظلم الجو كله ورأيت النجوم والقمر نهارا. يؤخذ مصطكي وكبريت وحجر يسمى حجر الشمس خفيف ورأس طائر يقال له الخطاف يسحق ذلك ناعما ويعجن بمرارة سلحفاة بحرية أو برية ويجفف في الظل فإذا أردت العمل به فخذ حبة من تلك الحبوب وبخرها على نار من حطب شوك العوسج واتركه في مكان عال فإنك ترى القمر والكواكب نهارا بقدرة الله تعالى.
* (فصل في التعافين) * قال الحكيم أبو بكر: التعافين وأعمالها في جنس الحيوان الناطق وغير الناطق لا يدركها إلا حكيم عارف أبدعها رب الكون في عالم الكون والفساد بالتعفين والتوليد واختلاف الطبائع وتغير الأمزجة واختلاف المكان والزمان والهواء وإلف الحيوان مع غير جنسه في درجة معلومة من طالع الفلك. واعلم أن أجناس الحيوان من الأسماك تتولد في المكان لتعفنه واختلاف الاجزاء الأرضية بتلاطم الأمواج وطبخ حرارتين حرارة الهواء وحرارة الشمس وربما تتولد الأشياء في البحر
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197