* (حرف الفاء) * [فضلات] عامة في جميع العلل والمراد بها هنا فضلات الآدمي من بول وغائط ويطلق البول ويراد به القارورة وتسمى التفسرة لأنها تكشف عن حال المرض وأسبابه. والكلام فيها يستدعى أمورا: الأول في شروطها، وأول من عينها وقرر الكلام فيها أبقراط ثم توسع الناس فيها فأفردوها بالتأليف ورغب فيها أكثر حكماء النصارى استسهالا لها عن النبض والواجب في العمل بها تصفية الذهن وإمعان النظر واستحضار القواعد واستفسار الغذاء وكون الاناء المأخوذ فيه البول من بلور أو زجاج صاف نقى من سائر الكدورات وأن يؤخذ البول بعد نوع لا جتماع الحرارة فيه في الاغوار فتحلل الفضلات الممروضة فيه معتدل لما في القصير من قلة التحليل والطويل من زيادته وكلاهما مانع وأن يكون في الليل لانوم النهار لأنه غير طبيعي فلا دلالة في تحليله وأن يكون على اعتدال من الامتلاء والخلاء لم في الأول من الغلظ والفساد والثاني من الرقة والفضلات الصابغة وكونه أول بول بعد النوم المذكور وإلا اختلت الشروط ولا دلالة فيما دوفع واحتقن طويلا لكثرة ما ينحل فيه من الفضلات الصابغة ولا المأخوذ عن قرب من تناول الغذاء لا نصراف الحرارة عنه إلى الهضم فيقل صبغه ولا أثر الشراب أيضا لكثرة الكمية والتحليل بذلاك ولا بعد صابغ من داخل كالبكتر ولا خارج كالحناء ولا مدر كبزر الكرفس ولا بعد حركة بدنية ولا نفسية لان الجماع يدسم والغضب يعدم اللون والخوف يضعفه وأن يكون البول كله فلا دلالة في بعضه لعدم استكماله ما انحل من رسوب وزبد وأن ينظر فيه قبل مضى ساعة على الأصح وجوز قوم إلى ست ساعات وهو بعيد لا نحلال الرسوب فيها ولا يجوز نظره حين يبال لعدم تميز أجزائه ومتى رأته الشمس أو الرياح أو حرك كثيرا بطلت دلالته لا متزاجه وكذا إن كانت القارورة غير مستديرة لميل الكدورات إلى الزوايا ولا يجوز إبعاده عن النظرلرقة الغليظ حينئذ ولا العكس للعكس بل يكون معتدلا فهذه شروط الظرف والمظروف.
* (فروع: الأول) * لا شك في دلالته على أعضاء الغذاء كلها لأنه فضلة مائية تميزها العروق عند الكبد فما بعدها بلا شهوة وعليه الشيخ وأتباعه وقال جالينوس وغالب القدماء تدل على سائر الأعضاء لان الحرارة تصعد الماء والقوى تجذبه مع الدم إلى الأعماق ثم يعود إلى مسالكه وقد مر على جميع الأعضاء وفيه نظر لان الواصل إلى نحو الدماغ ليس هو جوهر الماء وإلا لاحس بذلك وإنما الواصل أثر الكيفية قالوا لو لم يكن الامر كما ذكرنا لم يتأثر البول بالخضبات قلت ليس التأثير بالخضاب من وصول الماء إلى نحو الأصابع وإلا لتأثر من خضاب نحو الظهر لأنه أقرب وليس كذلك بل لان الأطراف متصل بها فوهات العروق فيتكيف الدم ثم يعود إلى الكبد قالوا لو لم يصعد الماء إلى الأعماق لما أشبه العرق البول رائحة وغيرها ولما قل عند كثرة الادرار والعكس قلت لادلالة في ذلك لان نزوح العرق بما احتبس تحت الجلد لا بما تعفن في مسالك الغذاء وإلا لنابت الأدوية عن الدهن والحمام مطلقا والتالي باطل فكذا المقدم. وأما كثرة العرق عند حبس البول فلا نصراف الفاعل إلى جهة مخصوصة، على أنا لا نسلم أن ذلك متحد بل يجوز أن يكون حبس البول لسدد في المجرى وكذا قلة العرق حال الادرار والذي يجب هنا أن يقال هو دال على أعضاء الغذاء بالمطابقة وعلى غيرها بالالتزام والتخمين * (الثاني في ذكر فروق ترفع منزلة الطبيب) * قد جرت العادة بامتحان العامة للفضلاء، فقد قيل إن الأستاذ أبقراط حين دعاه بعض ملوك اليونان ليطبه أخرج إليه قارورة وكانت بول ثور فقال له بم يشتكى هذا المريض؟ فقال بقلة التبن والحب فرفع