تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٢٧
* (حرف الفاء) * [فضلات] عامة في جميع العلل والمراد بها هنا فضلات الآدمي من بول وغائط ويطلق البول ويراد به القارورة وتسمى التفسرة لأنها تكشف عن حال المرض وأسبابه. والكلام فيها يستدعى أمورا: الأول في شروطها، وأول من عينها وقرر الكلام فيها أبقراط ثم توسع الناس فيها فأفردوها بالتأليف ورغب فيها أكثر حكماء النصارى استسهالا لها عن النبض والواجب في العمل بها تصفية الذهن وإمعان النظر واستحضار القواعد واستفسار الغذاء وكون الاناء المأخوذ فيه البول من بلور أو زجاج صاف نقى من سائر الكدورات وأن يؤخذ البول بعد نوع لا جتماع الحرارة فيه في الاغوار فتحلل الفضلات الممروضة فيه معتدل لما في القصير من قلة التحليل والطويل من زيادته وكلاهما مانع وأن يكون في الليل لانوم النهار لأنه غير طبيعي فلا دلالة في تحليله وأن يكون على اعتدال من الامتلاء والخلاء لم في الأول من الغلظ والفساد والثاني من الرقة والفضلات الصابغة وكونه أول بول بعد النوم المذكور وإلا اختلت الشروط ولا دلالة فيما دوفع واحتقن طويلا لكثرة ما ينحل فيه من الفضلات الصابغة ولا المأخوذ عن قرب من تناول الغذاء لا نصراف الحرارة عنه إلى الهضم فيقل صبغه ولا أثر الشراب أيضا لكثرة الكمية والتحليل بذلاك ولا بعد صابغ من داخل كالبكتر ولا خارج كالحناء ولا مدر كبزر الكرفس ولا بعد حركة بدنية ولا نفسية لان الجماع يدسم والغضب يعدم اللون والخوف يضعفه وأن يكون البول كله فلا دلالة في بعضه لعدم استكماله ما انحل من رسوب وزبد وأن ينظر فيه قبل مضى ساعة على الأصح وجوز قوم إلى ست ساعات وهو بعيد لا نحلال الرسوب فيها ولا يجوز نظره حين يبال لعدم تميز أجزائه ومتى رأته الشمس أو الرياح أو حرك كثيرا بطلت دلالته لا متزاجه وكذا إن كانت القارورة غير مستديرة لميل الكدورات إلى الزوايا ولا يجوز إبعاده عن النظرلرقة الغليظ حينئذ ولا العكس للعكس بل يكون معتدلا فهذه شروط الظرف والمظروف.
* (فروع: الأول) * لا شك في دلالته على أعضاء الغذاء كلها لأنه فضلة مائية تميزها العروق عند الكبد فما بعدها بلا شهوة وعليه الشيخ وأتباعه وقال جالينوس وغالب القدماء تدل على سائر الأعضاء لان الحرارة تصعد الماء والقوى تجذبه مع الدم إلى الأعماق ثم يعود إلى مسالكه وقد مر على جميع الأعضاء وفيه نظر لان الواصل إلى نحو الدماغ ليس هو جوهر الماء وإلا لاحس بذلك وإنما الواصل أثر الكيفية قالوا لو لم يكن الامر كما ذكرنا لم يتأثر البول بالخضبات قلت ليس التأثير بالخضاب من وصول الماء إلى نحو الأصابع وإلا لتأثر من خضاب نحو الظهر لأنه أقرب وليس كذلك بل لان الأطراف متصل بها فوهات العروق فيتكيف الدم ثم يعود إلى الكبد قالوا لو لم يصعد الماء إلى الأعماق لما أشبه العرق البول رائحة وغيرها ولما قل عند كثرة الادرار والعكس قلت لادلالة في ذلك لان نزوح العرق بما احتبس تحت الجلد لا بما تعفن في مسالك الغذاء وإلا لنابت الأدوية عن الدهن والحمام مطلقا والتالي باطل فكذا المقدم. وأما كثرة العرق عند حبس البول فلا نصراف الفاعل إلى جهة مخصوصة، على أنا لا نسلم أن ذلك متحد بل يجوز أن يكون حبس البول لسدد في المجرى وكذا قلة العرق حال الادرار والذي يجب هنا أن يقال هو دال على أعضاء الغذاء بالمطابقة وعلى غيرها بالالتزام والتخمين * (الثاني في ذكر فروق ترفع منزلة الطبيب) * قد جرت العادة بامتحان العامة للفضلاء، فقد قيل إن الأستاذ أبقراط حين دعاه بعض ملوك اليونان ليطبه أخرج إليه قارورة وكانت بول ثور فقال له بم يشتكى هذا المريض؟ فقال بقلة التبن والحب فرفع
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197