عرضية وهى الافراط من الطبيعيات حتى تكون خارجة عن الطبع بهذا السبب وقد تكون أصلية مثل الأمراض ولوازمها والنبض في هذه الحالات جزئى يؤخذ بالأقيسة ويأتي في الأمراض الجزئية وبقى من هذا الباب طرف يسير يأتي في حرف الشين إن شاء الله تعالى [نار فارسي] سمى بذلك لكثرته في الفرس ولان الانتشار والبثور الكائنة فيه تشبه حرق النار حمرة وتلهبا وربما استطال خطوطا واستدار أحيانا أو تآكل وظهر بسرعة ومادته خلط صفراوي مع يسير دم رقيق (وأسبابه) إدمان المآكل الحارة اللطيفة المذمومة مثل الثوم والخردل والمشي في الشمس وقلة الاستفراغ ويقارب الحب الإفرنجي لان الأطباء لم تذكره بمفرده بل ألحقوه به وهو جهل وكان حقه أن يذكر في حرف الحاء ولكن عادة الشيخ أن يذكر كل مرض وما ألحق به في حرفه ويعرف في مصر بالمبارك تفاؤلا وعند بعض العرب والحجاز بالشجر، وهو مرض عرف من أهل أفرنجة أولا وتناقل عن قريب بجزيرة العرب سنة سبع وثمانمائة وتزايد حتى كثر فلنبسط الكلام عليه لعموم البلوى به تبرعا لله عز وجل. فنقول: هو مرض يعدى بمجرد العشرة وأسرع ما يفعل ذلك بالجماع ومادته من الاخلاط كلها فيكون من الدم (وعلامته) أن يكبر ويستدبير وتشتد حمرته جدا وينزف الدم والرطوبة مع التهاب وحكة، وعن الصفراء وعلامته ما ذكر مع قلة الرطوبة وزيادة الحدة والصفرة وسمى بمصر الضأن، وعن البلغم وعلامته الافتراش وعدم الحكة وكثرة الرطوبة وبياضها وعن السوداء وعلامته الجفاف والصلابة والكمودة، وقد يتركب من أكثر من واحد وعلامته اجتماع ما ذكر وأول ما يفسد به البدن من الخلط يدخل في العروق فيحدث الكسل والثقل والحمى والحار منه يحدث الضربان في المفاصل ثم ينفس من محل واحد يسمى أمه وأخبثه ما بدأ بالمذاكير والمغابن وجهلة الأطباء تبدأ هذا بالمراهم المدملة فيختم فيدير على البدن فليحذر من ذلك (وعلاج) النار الفارسي الفصد أولا وتنقية الصفراء والاكثار من ماء الشعير والبنفسج وشرابه وشراب الورد وطلاء المحل بماء الرجلة وورق الآس والزعفران والاسفيداج وطبيخ الترمس بالخل والعسل والنورة بدهن الورد بعد غسلها سبعا والكزبرة الخضراء بالعسل وزبل الحمام به مع البزر قطونا. ومما يلحق به [النفاطات] وهى بثور حمر تبدأ بارتفاع يرق معها الجلد وتعطى اللمس رخاوة كالزق وتتفقأ عن ماء وصديد ثم تصير قروحا ومادتها مادته إلا أن المائية هنا أكثر والعلاج واحد لكن الاعتناء هنا باصلاح الدم بأشربة الفواكه خصوصا العناب وماء الشعير والقرطم والطلاء بعد الفجر والتنظيف بالاسفيداج والمرداسنج وقد سقيا ماء الآس والعفص والحناء (وعلاج الحب الإفرنجي) الفصد في الحار أولا في الباسليق ثم تنقية الخلط الغالب ثم فصد المشترك ثم باقي العلاج وأجوده في الدم أن يسقى هذا المطبوخ ثلاث مرات متوالية. وصنعته:
سنافوة غاسول من كل خمسة عشر أصول قصب فارسي عناب من كل عشرة ورد منزوع سبعة خلاف خمسة ترض وتطبخ بستة أمثالها ماء حتى يبقى الثلث فيصفى ويشرب برب الخرنوب وفى الصفراء يزاد زهر بنفسج عشرين أصول خطمية خمسة عشر ثم السكنجبين وشراب الورد أسبوعا بماء الخس ثم خيار الشنبر إلى ثلاثين درهما به أيضا ثم معجون اللوزي أوما تركب عن السقمونيا أو اللؤلؤ إن كان قادرا على ذلك وإلا كرر المطبوخ المذكور فإذا جف غسل بالخل والصابون وطلى برماد البندق والاسفيداج والصبر وماء الليمون محلولا فيه الزنجار ويبدأ في البارد بالقئ بطبيخ الشبت والفجل والبورق وفى البلغم باللبن والبورق والسمن والسكنجبين ثم يسهل البلغم بالتربد وشحم الحنظل والغاريقون والسوداء باللازورد والافتيمون واللؤلؤ يخلص منه مطلقا كيفما عمل ثم التربد كما