المعروف في مصر بالعقدة والقشرة حب غول أنزروت من كل أوقية يسحق الجميع بالغا ويطبخ بماء النخالة وقد طفئ فيه الحديد حتى يتهرى فيسقى مثل الكل لبنا ومثل نصفه سمنا ويطبخ حتى يذهب اللبن فيلقى عليه مثله مرتين في الشتاء عسل لمبرود وإلا فسكر ويعقد به ويرفع ويستعمل قدر الجوزة في الصباح ومثله في المساء. واعلم أنه قد ثبت في الخواص أن دواء السمن متى أكل المصنوع منه أكثر من واحد لم يفد شيئا بل قال فيها إنه يذكر اسم المعمول له وينويه بالعمل لزوما وكذلك يجب عمله واستعماله في زيادة القمر خاصة [سرة] تقدم الكلام عليها في حرف الميم في تدبير المولود وعلى بعض علاج هناك وهنا الكلام في أمراضها العارضة لها، فمنها النتوء (وعلاجه) يؤخذ يدق ويطبخ طبخا جيدا حتى يصير في قوام العسل ويتهرى جدا وتبل فيه خرقة كتان وتوضع على السرة الناتئة فإنه يردها والضماد بلب حب القطن يردها وكذا إن شرب وكذا إذا دق بزر القطونا وضمد به السرة ردنتوءها لا سيما الصبيان والضماد بالخل مجرب [سقريوس] ورم صلب عن أحد الباردين أوهما (وعلاجه) تقدم في حرف الواو في الورم [سقاقيلوس] ورم يبطل الحس بخمود الغريزية (وسببه) غلظ المادة الدموية (وعلاجه) تقدم في أمراض الرأس [سلعة] مادتها بلغم غليظ يتولد في غشاء على العروق غير مستمسك بها يزوغ تحت اليد ويختلف في الحجم وهى إما شحمية لا علاج لها إلا القطع، أو عسلية رخوة تنشق عن مثل العسل، أو شريحية أو أرد هلنجية وهذه الثلاثة يجوز شقها لكن إذا لم تخرج بكيسها انعقدت ثانيا ويجوز أن تعالج بالمعفنات مثل الديك برديك والزرنيخ والسلق والكبريت مخبوصين وإذا تأكلت عولجت بنحو الداخيلون والمدملات، وقد تجتمع الاخلاط على كيفيات أخر، فمنها مثل البندق وتزوغ إلى جانبين فقط وتسمى العقد ومنها ما يخالط الجلد ولا يزوغ أصلا ويسمى الغدد وهذه قد تكون عن ريحية تذهب بالغمز وتعود ويقال لما خلف الاذن منها ترجيلا ومن العقد ما يكون صلبا تولد بعد كسر أو شق لا علاج له وعلاج الباقي ربط الاسرب والمرخ بالادهان الحارة والصبر والحضض وصمغ الزيتون مجرب وكذا دهن الاجر طلاء والبارود والبورق والسندروس. وفى الخواص: أن فراخ الحدأة إذا طبخت وأكلت وحدها أذهبت هذه الأنواع ورماد الحلزون والكرم بالشحم والزيت طلاء وكذا الصبر.
* (حرف العين) * [علم التشريح] لما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الالهام أو الفيض المنزل في النفوس القدسية على مشاكلتها من الهياكل أو التجربة المستفادة بالوقائع والأقيسة كانت قسمة العلوم ضرورية إلى ضروري ومكتسب وقياسي خيلته المتصورون في الأقوال وهى مواد النتائج التي هي الغايات ثم هذه إما أن يكون موضوعها ذا مادة وهو الطبيعي أوليس ذا مادة وهو الإلهي أو ما من شأنه أن يكون ذا مادة وإن لم تكن وهو الرياضي والثلاثة علمية وتقدم الكلام عليها في مواضعها والكلام هنا في علم التشريح الذي هو غاية هذا العلم أعنى علم الطب لكونه أعنى علم التشريح مدار العلاج فنقول:
علم التشريح هو علم قد اعتنت به الأوائل وأفردوه بالتأليف ولم يعدوا من جهله حكيما ولا في سلك الحكماء حتى قال الشيخ كان أول ما يعتنى به الحكماء التشريح وهو يزيد الايمان بالصانع الحكيم ويرشد إلى مواقع الحكمة وفوائده في الطب ظاهرة جدا فمنه يعرف النبض وجميع أحكام القارورة، فإنك إذا عرفت أن الطحال هو اللحم الكمد لا غتذائه بالسوداء ورأيت القارورة كذلك عرفت أن المرض فيه وكذا إذا رأيتها كغسالة اللحم الطري فان المرض في الكلى لأنها كذلك وقس على هذا باقي الأعضاء ومنه أيضا مقادير الأدوية وأيام البرء ومواضع المرض وكيفية التركيب وقوانينها