تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٧٠
المعروف في مصر بالعقدة والقشرة حب غول أنزروت من كل أوقية يسحق الجميع بالغا ويطبخ بماء النخالة وقد طفئ فيه الحديد حتى يتهرى فيسقى مثل الكل لبنا ومثل نصفه سمنا ويطبخ حتى يذهب اللبن فيلقى عليه مثله مرتين في الشتاء عسل لمبرود وإلا فسكر ويعقد به ويرفع ويستعمل قدر الجوزة في الصباح ومثله في المساء. واعلم أنه قد ثبت في الخواص أن دواء السمن متى أكل المصنوع منه أكثر من واحد لم يفد شيئا بل قال فيها إنه يذكر اسم المعمول له وينويه بالعمل لزوما وكذلك يجب عمله واستعماله في زيادة القمر خاصة [سرة] تقدم الكلام عليها في حرف الميم في تدبير المولود وعلى بعض علاج هناك وهنا الكلام في أمراضها العارضة لها، فمنها النتوء (وعلاجه) يؤخذ يدق ويطبخ طبخا جيدا حتى يصير في قوام العسل ويتهرى جدا وتبل فيه خرقة كتان وتوضع على السرة الناتئة فإنه يردها والضماد بلب حب القطن يردها وكذا إن شرب وكذا إذا دق بزر القطونا وضمد به السرة ردنتوءها لا سيما الصبيان والضماد بالخل مجرب [سقريوس] ورم صلب عن أحد الباردين أوهما (وعلاجه) تقدم في حرف الواو في الورم [سقاقيلوس] ورم يبطل الحس بخمود الغريزية (وسببه) غلظ المادة الدموية (وعلاجه) تقدم في أمراض الرأس [سلعة] مادتها بلغم غليظ يتولد في غشاء على العروق غير مستمسك بها يزوغ تحت اليد ويختلف في الحجم وهى إما شحمية لا علاج لها إلا القطع، أو عسلية رخوة تنشق عن مثل العسل، أو شريحية أو أرد هلنجية وهذه الثلاثة يجوز شقها لكن إذا لم تخرج بكيسها انعقدت ثانيا ويجوز أن تعالج بالمعفنات مثل الديك برديك والزرنيخ والسلق والكبريت مخبوصين وإذا تأكلت عولجت بنحو الداخيلون والمدملات، وقد تجتمع الاخلاط على كيفيات أخر، فمنها مثل البندق وتزوغ إلى جانبين فقط وتسمى العقد ومنها ما يخالط الجلد ولا يزوغ أصلا ويسمى الغدد وهذه قد تكون عن ريحية تذهب بالغمز وتعود ويقال لما خلف الاذن منها ترجيلا ومن العقد ما يكون صلبا تولد بعد كسر أو شق لا علاج له وعلاج الباقي ربط الاسرب والمرخ بالادهان الحارة والصبر والحضض وصمغ الزيتون مجرب وكذا دهن الاجر طلاء والبارود والبورق والسندروس. وفى الخواص: أن فراخ الحدأة إذا طبخت وأكلت وحدها أذهبت هذه الأنواع ورماد الحلزون والكرم بالشحم والزيت طلاء وكذا الصبر.
* (حرف العين) * [علم التشريح] لما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الالهام أو الفيض المنزل في النفوس القدسية على مشاكلتها من الهياكل أو التجربة المستفادة بالوقائع والأقيسة كانت قسمة العلوم ضرورية إلى ضروري ومكتسب وقياسي خيلته المتصورون في الأقوال وهى مواد النتائج التي هي الغايات ثم هذه إما أن يكون موضوعها ذا مادة وهو الطبيعي أوليس ذا مادة وهو الإلهي أو ما من شأنه أن يكون ذا مادة وإن لم تكن وهو الرياضي والثلاثة علمية وتقدم الكلام عليها في مواضعها والكلام هنا في علم التشريح الذي هو غاية هذا العلم أعنى علم الطب لكونه أعنى علم التشريح مدار العلاج فنقول:
علم التشريح هو علم قد اعتنت به الأوائل وأفردوه بالتأليف ولم يعدوا من جهله حكيما ولا في سلك الحكماء حتى قال الشيخ كان أول ما يعتنى به الحكماء التشريح وهو يزيد الايمان بالصانع الحكيم ويرشد إلى مواقع الحكمة وفوائده في الطب ظاهرة جدا فمنه يعرف النبض وجميع أحكام القارورة، فإنك إذا عرفت أن الطحال هو اللحم الكمد لا غتذائه بالسوداء ورأيت القارورة كذلك عرفت أن المرض فيه وكذا إذا رأيتها كغسالة اللحم الطري فان المرض في الكلى لأنها كذلك وقس على هذا باقي الأعضاء ومنه أيضا مقادير الأدوية وأيام البرء ومواضع المرض وكيفية التركيب وقوانينها
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197