المنسوب إلى المطلوب ويكتب على هذا القياس حتى يركب الجميع أو يقربهما فما كان لحار نصبناه أو ليابس رفعناه أو لرطب نجره أو لبارد نجزمه وذلك هو المطلوب. مثال ذلك: أردنا أن نركب حروف محمود وفاطمة وحروف كوكب المطلوب أي الزهرة أخذنا أول حرف محمود وأول حرف فاطمة وأول حرف الزهرة ثم تدخل بهم في العمل وتبخر بالبخور المناسب وأنت قاطع الزفر وتلبس عند العمل أفخر ثيابك وتعتزل عن الناس فان المراد يحصل بإذن الله.
واعلم أن الحروف الحارة منصوبة وهى هذه: ا وى ل م ع ع والأحرف اليابسة مرفوعة وهى ج ز ك س ق ت ح والأحرف الرطبة مجرورة وهى ه ر ش ت ص ط والأحرف الباردة مجزومة وهى ب ه د ظ ص ض. حروف الكواكب السبعة السيارة (زحل) ا خ ه ب (مشترى) ود ه ا د (مريخ) ى ز ع س خ (شمس) ل س ت ط (زهرة) ا ف ق ع (عطارد) ث ت ص ض (قمر) ع ج ط ف انتهى فليتأمل ويحرر مع مسامحة لان الذي يظهر من كلامهم في الطلب الاسناد لله وحده بتسخير الملك الموكل بالكواكب مثلا وهو مقول على الحكاية، والله أعلم.
* (حرف الياء) * [يرقان] سببه ضعف جاذبة الطحال فيدفع ما عليه إلى البدن فيسود الجلد بذلك الخلط وذلك علامة اليرقان الأسود وقد يكون الدفع إلى فم المعدة (وعلامته) الجوع وكثرة البراز (العلاج) ينقى الطحال بما سبق في الطحال ويفتح السدد بفصد ولو في السوداء الأسيلم لا القيفال خلافا لمن ذكره ويسقى الكشوت والخولان وأقراص الراوند والمعجون المقئ واللؤلؤ والمرجان مجرب [أو أصفر] وعلامته ظاهرة لان القاعدة في كل مرض إذا مالت مواده إلى جهة استقلت الأخرى بضده فان اليرقان لما كان عبارة عن اندفاع الصفراء إلى ظاهر البدن وجب اصفرار العين لعلوها وطلب حرارة الصفراء ذلك وابيضاض اللسان لكونه من الباطن وقد يسود في المحرقة وسيأتى في التشريح أنه منحدر عن المرارة لأنها وعاء الصفراء وبينها وبين الكبد ممرها فإذا عرضت السدد قبل وصول الماء الأصفر إليها تفرق في البدن من الكبد فتغير به ما عدا الوجه تدريجا مع الهزال وقد تضعف المرارة عن تفريق ما فيها من الماء الأصفر فيحدث اليرقان دفعة حتى في العين فإن كان باحوريا فغير عسر وإلا صعب أمره وربما قتل (وعلاج هذا) تقوية الكبد إن كان عنها وإلا المرارة بالمدرات المفتحة وأجودها ماء النعناع وعنب الثعلب والبقل بالسكنجبين وكذا الراوند والغاريقون وعصارة الرازيانج وقثاء الحمار وأكل الفستق بالخل مجرب وكذا الكهربا واللؤلؤ بحماض الأترج والسعوط بالشونيز ولبن النساء وشرب مخيض اللبن وطبيخ العذبة [أو أخضر] وهو قليل الوقوع بغير الهند وسببه اجتماع سبب النوعين وعلاجه مركب منهما [يقظة] هو والنوم من الأسباب الضرورية لفساد البدن باختلالهما وبطلان أحدهما وهى استخدام النفس القوى الظاهرة فيما هي له لعدم المانع والنوم بطلانها بترادف بخارات ترفعها الحرارة عند غورها يعدلان البدن بتنقية الفضلات والنضج وتحسين الألوان وتقوية الفكر والحس إن وقعا طبيعيين وإلا فلا والطبيعي من النوم وما وقع على توسط في المأكل والمشرب وكان ليلا والواقع على الجوع مجفف محلل للقوى جالب للبخار وفى النهار يكون سببا لنحو الرعشة والاستسقاء والفالج وتغير الألوان لكن قال أبقراط لا يجوز لمعتاده قطعه إلا تدريجا هذا قولهم وظاهر التعليل لا يساعدهم على المطلوب فقد قالوا إن النوم تغور فيه الحرارة