تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٤٤
الخارج لان السكون فيه من المركز إلى المحيط والآخر عكسه وإنما وجد لراحة الطبيعة والفصل بين الحركتين الممنوع اتصالهما عقلا قاله في الفلسفة حيث حكم باستحالة اتصال نهاية حركة مستقيمة بمثلها وإلا لجهلت آنات الأزمنة لكن يعسر إدراك الثاني وقيل يتعذر لأنه مركب من آخر الانبساط وأول الانقباض وهما غير محسوسين والحق ما قلناه وحركتين منهما أيضا بداية لكن قد ثبت أن الحركتين متى تساوتا سرعة وغيرها كان السكون الداخل أطول لان السكون بعد فراغ النفس أطول من الحاصل بعد الانبساط كذا قالوه وفيه نظر من أنه يستلزم أن يكون النفس كالنبض مطلقا حتى يصح القياس وهذا غير صحيح لما بينهما من الخلاف ولان هذا السكون كائن وقت تمام الفعل وقصد الراحة وذلك بمجرد الفصل بين الحركتين وفى هذا أيضا نظر لأنه ينبغي أن يكون على هذا هو المحسوس والواقع خلافه نعم يجوز أن يدعى طول هذا السكون لكونه عن الانقباض وهو رجوع الأرواح إلى المركز الطبيعي فهي فيه أثبت من الانبساط على أنه لا يسلم من الخدش السابق لكن العقل يجوز ما قالوه والحس ينكره. وأما الكلام في الحركات فز من الاعتدال أسرعهما حركة الانبساط في شديد الحاجة كالصبي وصاحب حمى يوم والاخرى بالعكس، وهذه النبضة إذا تكررت دلت على حال البدن وأقل ما يمكن التشخيص من تكرارها أربع مرات لا كتفاء الحاذق بالحالات حينئذ، وقال قوم لابد من ستة عشر لجواز وقوع الخلل في فعل الطبيعة خصوصا حالة الاختلاف، وهذا ليس حجة لان الاجزاء قد علمت بما ذكر وليس في الزيادة إلا تكرارها فإن كان لقصور الادراك فذاك وإلا كان عبثا، بل ربما أدى إلى ضرر ديني مع النساء وقيل لابد من ستين وهو باطل بالأولوية وينبغي أن تعلم أن إدراك المبادى مثل أول الانبساط وآخر الانقباض مشكل عسر الادراك لقرب المركز فلا تعطى العروق ما يقوم بالمطلوب فليتفطن له.
وقد ادعى جالينوس أنه تمرن على النبض نحو ثلاثين سنة على باب رومية يجس كل داخل وخارج حتى قال إنه أدرك السكون الداخل (وأما أجناسه فعشرة) أحدها: المقدار يعنى الطول والعرض والعمق. وثانيها زمن الحركة يعنى السريع والبطئ. وثالثها القوة والضعف. ورابعها قوام الشريان. وخامسها المأخوذ من الملمس. وسادسها ما يحويه العرق. وسابعها زمن السكون. وثامنها الوزن. وتاسعها الاستواء والاختلاف. وعاشرها المنتظم في النبضات، قالوا لان الامر راجع إلى الفاعل وعنه القوة والضعف والفعل وعنه الحركة والسكون والمقدار وعنه الاستواء والاختلاف والانتظام وعنه التواتر والتفاوت والوزن أو إلى الآلة وعنا اللمس وقوة الجذب وحالة ما فيه، وكل عاقل إذا تأمل هذا علم أنه غير دال على ما أرادوه لعدم الحاصر العقلي بل الصحيح أن الحاصر كذلك وأن العرق إما أن يفرض له المقدار بأنه جسم وهذا محصور في الأقطار ثم هو إما متحرك أو ساكن لعدم انفكاك الموجودات الممكنة عنهما ولما كان كل ذي ضد دالا على ضده كان لهذا العرق لكونه جسما زمانا حركة وسكون، ثم كل من الحركة والسكون إما أن يرد على النظم محفوظا أولا فثبت بالضرورة أن للعرق نظما في أوزانه فهذه في الحقيقة هي الأصول لا غير لكن لابد وأن نذكر ما قرروه من الأجناس المذكورة ونقرر بطلان ما اخترنا بطلانه لتداخل أو غيره وترتب ذلك على نمطهم لشهرته وبذلك يتبين للعاقل ما نملى عليه. فأولها المقدار وبسائطه الأصلية أصول الأقطار وأضدادها وما بينها وتفريعها ينحصر في سبعة وعشرين إذ الأصل الطول والعرض وإلاشراف وضد كل ومعتدله، فالطول على الأصح ما زاد ظهورا على ثمانية عشر شعيرة أولها مفصل الزند والقصير ما نقص عنها والمعتدل ما ساواها هذا هو الحق من كلام أطباء كثيرين ويدل على فرط
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197