[منذر] ويعبر عنه بعلامات ينذر وقوعها زمن الصحة بأمراض يأتي ذكره هنا لأنها يتدبير الصحة أشبه من باب العلامات كما فعله الشيخ في القانون [منها إذا حدث الخفقان بلا موجب] قال الشيخ يجب تدبيره لئلا يفضى إلى الموت كذا أطلقه وعندي أن الخفقان إن أحس من النبض وزنا بوزن ففرط حرارة فقط وعلاجه التبريد وإلا جاءت أمراضها كالغشى وإن اشتد تحرك القلب مع سكون باقي الانباض أنذر بالموت لا محالة ولا فائدة للعلاج [ومنها الكابوس] وهو مقدمة الصرع وامتلاء البدن بالسوداء والدوار وكثرإة الاختلاج العام دليل البلغم وأمراضه كالتشنج والسكتة وكالاختلاج تقدم الكدورة والكسل بلا حرارة هذا إن عم فان خص الوجه فدليل اللقوة وفساد الدماغ خاصة ومع الحرارة دليل فرط الدم والحاجة إلى الفصد، وتقدم الخدر دليل الفالج، واختلاج الوجه دليل امتلاء الدماغ واللقوة والدموع، والصداع دليل البرسام والغم والماليخوليا والخوف، وكمودة الوجه دليل الجذام وكذا حمرة العين واستدارتها، والتهيج ضعف الكبد والاستسقاء وقلة البراز ينذر بالحمى والعفونة وكذا البول ووجود الاعياء والتكسل وسقوط الشهوة وتغير العادات كعرق لم يكن يعتاده ينذر بورود مرض مطلقا والنظر في ذلك إلى الحاذق فإن كان تغيير النوم فان المرض يكون في الدماغ أو الاكل ففي المعدة أو الجماع ففي الأعضاء الرئيسة وهكذا ودوام الصداع والشقيقة ورؤية كالذباب أمام العين ينذر بالماء وكذا ضعف البصر وثقل الظهر والخاصرة ينذر بالكلى وعدم صبغ البراز باليرقان وحرقان البول بالقروح والحصى والاسهال المحرق بالتشنج وسقوط الشهوة مع القئ بالقولنج وكذا وجع الأطراف وحكة المقعدة بالديدان وإلا البواسير والسلع والدماميل بالدبيلة والقوابي بالبرص فهذه علامات يجب التفطن لها والعمل بها حين تقع فان ذلك موجب دوام الصحة فان من أحس بارتجاف رأسه فإنه سيقع في السكتة، ومن كثرت نوازله وهو نحيف الصدر آل إلى الربو والانتصاب ومن أبيض بوله وبرازه وهو بحال السلامة فغايته اليرقان ومن فاجأه الخفقان مات فجأة وحمرة العين مع الدمعة والطرف الكثير والصداع وبياض القارورة إنذار بالسرسام ومغص حول السرة إذا لم يسكنه المسهل استسقاء وكذا ثقل الجانب الأيمن ونفث المدة في ذات الجنب مالم يبرأ على رأس الأربعين سل ودوام تهيج الوجه لا لنوم نهارا استسقاء والغثيان مع سقوط الشهوة قولنج ووجع الخاصرتين أو ثقلهما ضعف كلي والحرقة في البول والرمل فيه تولد حصاة إن زاد مع الوجع صفاء البول وكان يقل مقداره ويكبر حجمه فان انعكست هذه الشروط كان الانذار بانحلال الحصى، وملازمة الاسهال والزحير وضمور الثدي ينذر بالاسقاط وكذا سمن المهزولة بعد الحمل وجريان الدم واللبن دليل ضعف الجنين إلا إن كانت وافرة الفضلة وانعقاد الدم في الثدي جنون وحمرة الوجنة قرحة الرئة ونتن الفضلات وعفونة وحمى فهذه كلها إنذارات المعلم [منها ما ينذر بوقوع المرض في الآتي من الزمان] فيجب استحكامها ولولا التطويل لذكرنا أدلتها ولكن كل ذي فطنة يعلمها مما ذكر لان القاعدة في كل مرض إذا مالت مواده إلى جهة استقلت الأخرى بضده فان اليرقان لما كان عبارة عن اندفاع الصفراء إلى ظاهر البدن وجب اصفرار العين لعلوها وطلب حرارة الصفراء ذلك وابيضاض اللسان لكونه من الباطن ومن ثم يسود في المحرقة ومتى عرف التشريح كان هو أيضا الجزء الأعظم في هذا الباب فان زادت الرئة لما كانت عبارة عن فساد الوريد الشرياني وضده لاختلاطها بهما وكانا متعلقين بما كان يسقى الأصابع كان انجذاب الأطراف علامة عليها. إذا تقرر هذا فقد حصرت أهل الصناعة الاستدلال على جملة أحوال البدن في وجوه ستة (الأول) المأخوذ
(٣٢)