تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٣٢
[منذر] ويعبر عنه بعلامات ينذر وقوعها زمن الصحة بأمراض يأتي ذكره هنا لأنها يتدبير الصحة أشبه من باب العلامات كما فعله الشيخ في القانون [منها إذا حدث الخفقان بلا موجب] قال الشيخ يجب تدبيره لئلا يفضى إلى الموت كذا أطلقه وعندي أن الخفقان إن أحس من النبض وزنا بوزن ففرط حرارة فقط وعلاجه التبريد وإلا جاءت أمراضها كالغشى وإن اشتد تحرك القلب مع سكون باقي الانباض أنذر بالموت لا محالة ولا فائدة للعلاج [ومنها الكابوس] وهو مقدمة الصرع وامتلاء البدن بالسوداء والدوار وكثرإة الاختلاج العام دليل البلغم وأمراضه كالتشنج والسكتة وكالاختلاج تقدم الكدورة والكسل بلا حرارة هذا إن عم فان خص الوجه فدليل اللقوة وفساد الدماغ خاصة ومع الحرارة دليل فرط الدم والحاجة إلى الفصد، وتقدم الخدر دليل الفالج، واختلاج الوجه دليل امتلاء الدماغ واللقوة والدموع، والصداع دليل البرسام والغم والماليخوليا والخوف، وكمودة الوجه دليل الجذام وكذا حمرة العين واستدارتها، والتهيج ضعف الكبد والاستسقاء وقلة البراز ينذر بالحمى والعفونة وكذا البول ووجود الاعياء والتكسل وسقوط الشهوة وتغير العادات كعرق لم يكن يعتاده ينذر بورود مرض مطلقا والنظر في ذلك إلى الحاذق فإن كان تغيير النوم فان المرض يكون في الدماغ أو الاكل ففي المعدة أو الجماع ففي الأعضاء الرئيسة وهكذا ودوام الصداع والشقيقة ورؤية كالذباب أمام العين ينذر بالماء وكذا ضعف البصر وثقل الظهر والخاصرة ينذر بالكلى وعدم صبغ البراز باليرقان وحرقان البول بالقروح والحصى والاسهال المحرق بالتشنج وسقوط الشهوة مع القئ بالقولنج وكذا وجع الأطراف وحكة المقعدة بالديدان وإلا البواسير والسلع والدماميل بالدبيلة والقوابي بالبرص فهذه علامات يجب التفطن لها والعمل بها حين تقع فان ذلك موجب دوام الصحة فان من أحس بارتجاف رأسه فإنه سيقع في السكتة، ومن كثرت نوازله وهو نحيف الصدر آل إلى الربو والانتصاب ومن أبيض بوله وبرازه وهو بحال السلامة فغايته اليرقان ومن فاجأه الخفقان مات فجأة وحمرة العين مع الدمعة والطرف الكثير والصداع وبياض القارورة إنذار بالسرسام ومغص حول السرة إذا لم يسكنه المسهل استسقاء وكذا ثقل الجانب الأيمن ونفث المدة في ذات الجنب مالم يبرأ على رأس الأربعين سل ودوام تهيج الوجه لا لنوم نهارا استسقاء والغثيان مع سقوط الشهوة قولنج ووجع الخاصرتين أو ثقلهما ضعف كلي والحرقة في البول والرمل فيه تولد حصاة إن زاد مع الوجع صفاء البول وكان يقل مقداره ويكبر حجمه فان انعكست هذه الشروط كان الانذار بانحلال الحصى، وملازمة الاسهال والزحير وضمور الثدي ينذر بالاسقاط وكذا سمن المهزولة بعد الحمل وجريان الدم واللبن دليل ضعف الجنين إلا إن كانت وافرة الفضلة وانعقاد الدم في الثدي جنون وحمرة الوجنة قرحة الرئة ونتن الفضلات وعفونة وحمى فهذه كلها إنذارات المعلم [منها ما ينذر بوقوع المرض في الآتي من الزمان] فيجب استحكامها ولولا التطويل لذكرنا أدلتها ولكن كل ذي فطنة يعلمها مما ذكر لان القاعدة في كل مرض إذا مالت مواده إلى جهة استقلت الأخرى بضده فان اليرقان لما كان عبارة عن اندفاع الصفراء إلى ظاهر البدن وجب اصفرار العين لعلوها وطلب حرارة الصفراء ذلك وابيضاض اللسان لكونه من الباطن ومن ثم يسود في المحرقة ومتى عرف التشريح كان هو أيضا الجزء الأعظم في هذا الباب فان زادت الرئة لما كانت عبارة عن فساد الوريد الشرياني وضده لاختلاطها بهما وكانا متعلقين بما كان يسقى الأصابع كان انجذاب الأطراف علامة عليها. إذا تقرر هذا فقد حصرت أهل الصناعة الاستدلال على جملة أحوال البدن في وجوه ستة (الأول) المأخوذ
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197