تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٦
* (تتمة تشتمل على أمور مستلطفة وغرائب مستظرفة يعول في هذه الصناعة عليها ويميل كل طالب فائدة إليها) * الأولى في بقايا ما يرد على المزاج والبدن من خارج فيلحقه بعد صحته بالمرضى وقد عدتها الأطباء من الأمراض وليست في الحقيقة منها لعدم تعلقها بشئ مما ذكر، فأما الوارد على المزاج وحده فهو التكدر النفساني ويسمى الانزعاج وبمصر يسمى الخضة وبسببه تحدث أمراض كثيرة وحقيقته نكد منبعث يرد على القوى وهى غير مستعدة فيعطل أفعالها الطبيعية وأشده ما ورد على الدواء والصوم والصفراء وبعد غذاء ردئ الكيفية كالباذنجان لان الحرارة تصعد ما أحالته بشدة غليانها إلى أقصى البدن وقد انقلب سما فإن كان عن صفراء خرج نحو الحب والنار الفارسي والنملة أو عن سوداء فالاحتراقات والقوابي والجذام أو بلغم فكالفالج وأوجاع المفاصل وقطع الشهوة والسل والطمث أو دم فكالأورام الشديدة والبرسام وقد يظهر في البدن صفة المأكول إذا وقع بعد إحالة الهاضمة كالشيب والبرص دفعة لمن أكل اللبن وأشد الناس تأثرا بهذه أهل البلاد الحارة المرطوبة اللطيفة الماء والهواء كمصر (العلاج) تجب المبادرة أولا إلى القئ بالماء والعسل ثم اللبن والشيرج به أيضا ثم الفصد ثم أخذ الأشربة المقوية للأعضاء والقلب مثل الفواكه والكادى والديناري وما ركب من الصندل واللؤلؤ والخولان والسكنجبين أيها وجد ويغتذى في يومه بذلك الغذاء الذي وقع فساده بعد التنظيف فإنه يفعل بالخاصية، ولترياق الذهب فائدة جليلة في ذلك، والسفرجل منقوعا في الشراب وحب الآس في ماء الورد والعود الهندي مع الكسفرة وقشر الأترج كل ذلك مما جربناه وعلى المراضع تنظيف الثدي من اللبن المتحصل وقت ورود التغير وإلا حل بالأطفال ما ذكر، وأما ما يرد على البدن وحده فالمصادمات من ضربة أو سقطة أو حرق أو كسر أو خلع فأما الضرب فإن كان بالسياط كفى فيها لف البدن في الجلود حال سلخها والتغميز بدهن الورد وسحيق اللاذن والصندل والفلفل والآس ودهن الورد والماميثا والسرو والطين فان شدخت أو رضت أكثر من الصندل والآس فالورد أو كانت على العصب فمن الزيت والخمر العتيق بالقطن وإن حبست دما حلله بمامر وأما الحرق والكسر والجبر والخلع فتقدمت في بابها.
* (حرف الميم) * [مفاصل] قد تطلق ويراد بها على ما سيأتي وما تقدم ما عم من البدن كله من الرأس إلى القدم وقد يحصون منها مواضع يسمونها الأمراض الظاهرة وفيها أحكام الزينة وغيرها وكل يأتي في موضعه إن شاء الله تعالى وتقدم الكلام على بعضها في حرف الجيم. واعلم أن هذه الأمراض الغالب على مادتها أصالة البرد وربما تكون من غيره، وتقرير أصلها أن الدماغ للبدن كقبة الحمام تتراقى إليه الأبخرة وتتكاثف فتزيد لقلة التنقية وطول الزمان وتعجز عن تصريفها الطبيعة فتسيل فان اندفعت من منافذه فنحو الزكام أو تحيزت في أحد جانبيه فكالشقيقة واللقوة أو نفذت إلى البدن فان خصت جانبا فمثل الفالج وسيأتى الكل مستوفيا أو عمت المفاصل فمع ظهورها للحس صلبة التعقد ورخوة التهيج وعد منه وجع المفاصل أو أزالت الفقرات فإلى أحد الجانبين التواء وغيرهما حدبة أو اختصت بالعظام المجوفة فرياح الأفرسة وإن تنازلت إلى النصف السافل فأوجاع الورك والخاصرة أو عمت رجلا واحدة فعرق النساء أو انحازت في الابهام خاصة فالنقرس أو قرحت الساق مع الورم فداء الفيل أو أحدثت عروفقا ذات تلافيف ما دونه فالدوالي ويأتي تفصيل كل ويستدل على مزاجها بعلامات الخلط الغالب إن كانت منه فإن كانت من الرياح فعلاماتها الانتفاخ ولين الغمز وقلة الوجع،
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197