تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٤٥
الحرارة إن توفرت الشروط ومع سقوط الفوة والتواتر على الاسهال المفرط ويدل الثاني على المرض الطويل ويدل الأول على الحمل بأنه الأشرف وإلا العشق وعكسه القصير والمعتدل على العدل فيما ذكر وهكذا ضد ما يذكر ومعتدلهما مطلقا والعرض ما اتسع معه العرق ما بين العصب وغيره كعظم الزند ويدل على ما في الأصل على فرط الرطوبة فإن كان موجبا فعلى ذات الرئة أو مرتعشا فعلى الفالج وهكذا، وضده الضيق والشهوق ويسمى المشرف والشاخص وهو ما ارتفع رافعا للاصابع ويدل على الامتلاء ومطلقا فالحرارة مع السرعة والرطوبة مع العرض وضده المنخفض وخارج الأصابع في الكل لما علا تدريجا فما تساوى في كل أو بعض فبحسبه من عال إلى أسفل وهذا في كل الأجناس وهو ما اتفقوا على عدم وضعه في الكتب فاعرفه ومتى زاد المقدار في أصوله الثلاثة معا فهو العظيم أو نقص كذلك فالصغير وهذا الجنس أصل باتفاقنا (وثانيها) جنس الحركة وهو إما سريع يقطع المسافة الطويلة في الزمن القصير وضابطه أن يعسر عده وهذا إن كان مع صلابة وعكسه دل على البلغم وضيق وشهوق دل على الصفراء وما يكون عنها أو مع لين وعرض فعلى الدم وعكسه السوداء كذلك وضده البطئ بالعكس (وثالثها) جنس القوى وهو مأخوذ من القوة ويراد به مدافعة العرق وعكسه الضعيف كذا قالوا ولا شك عند كل عاقل في أخذ هذا من المقدار (ورابعها) المأخوذ من جرم العرق صلابة ولينا ويؤخذ أيضا منه (وخامسها) المأخوذ مما يحويه العلق فان قاوم الغمز فخلط أو ذهب وعاد فربح أو كان تحت الأولى فبخار وهذا قد تدل عليه الحركة والمقدار وقد يمكن جعله مستقلا (وسادسها) المستدل عليه بمجرد اللمس ولا فائدة في ذكره أصلا لان الحرارة وغيرها من الكيفيات لا تخص موضع العرق دون باقي البدن.
(وسابعها) المأخوذ في زمن السكون، ويقال لقصيره المتواتر وطويله المتفاوت وقد يشتبهان بجنس الحركة والفرق بينهما اختلاف الأزمنة وعدم إدراك المتواتر بحركة واحدة بخلاف السريع، ويدل المتواتر على العشق إن كان تحت الأولى والثانية لتعلقه بالقلب والدماغ وعلى الحمل تحت المتوسطتين وعلى ضعف القلب وعجز القوة والمتفاوت بالعكس ولا شبهة في إمكان أخذه من جنس الحركة.
(وثامنها) جنس الوزن قالوا وهو مقايسة حركة بمثلها وسكون كذلك وضد بضده، وهذا على ما قرروه لا يجوز أن يكون جنسا لرجوع مقايسة الحركات إلى الثاني والسكونات إلى السابع والترتيب إلى مجموعها ولأنه يستدعى قياس الوجود يعنى الحركة بالعدم وهو السكون، وأجاب الملطي عن هذا بأن المراد مقايسة الأزمنة وهى متشابهة وهذا ليس بشئ لعدم دخول الزمان المجرد فيما نحن فيه، والذي ينبغي أن يراد من الوزن هنا الجودة والرداءة بالنسبة إلى السن والبلد والزمان والصناعة فيقال متى كان نبض الصبى سريعا عريضا والشاب سريعا ضيقا والكهل بطيئا صلبا والشيخ بطيئا لينا فهو حسن الوزن وإلا فإن كان للصبي نبض شاب وبالعكس فالامر سهل والحال متوسط وإلا فسيئ إن كان للصبي مثلا نبض كهل وكذا الفصول والأمكنة والصناعة، ومتى لم يحفظ النبض حالة من هذه فهو خارج الوزن مطلقا فاذن حالات الوزن أربعة، وعلى هذا فلا فائدة لجعله جنسا مستقلا لرجوع ذلك إلى الحركات (وتاسعها) جنس الاستواء والاختلاف والمراد بالمستوى ما تساوت أجزاؤه والمختلف عكسه وكل إما في جزأي نبضة كاملة أو نبضات متعددات، وكل إما تحت جزء أصبع أو أصبع كاملة أو أكثر (وعاشرها) المنتظم وأراد به كون الاختلاف المذكور واقعا على نظم مخصوص كأن يختلف تحت الأولى مثلا، ثم في الثانية إلى النهاية، ثم يعود كما كان دورا أو أدوارا، وهذا هو المنتظم المطلق ولا يحفظ وضعا أصلا وهو مختلف
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197