نصب الشباك أو الاشراك موضوعا فيها ما عادة الجوارح أكله من الطيور مخيطة العينين وجلوس الصياد في كوخ يرى منه الشبكة وفى يده حبيلة تحركها وتحرك الطعم المنصوب فإذا صار الجارح فيها جذبها عليه وقد تصاد الجوارح وغيرها بالمراقد وقد تقدمت (وأما القرنصة) فعبارة عن إراحة الطير مدة معلومة عن الصيد وغالبا تكون للبزاة، ووقتها من دخول آيار وهو سادس بشنش يعمد إلى بيت نظيف مصون عن الغبار والدخان والهوام سيما قمل الدجاج فيفرش بالخلاف والسوسن والآس والريحان ويجعل فيه البازي وإن كان فيه ماء يجرى فأجود وإلا بدل الماء والخضراوات كل ثلاث ثم يطعم في تلك المدة لحم البقر السمين منقى من العروق مغسولا بالبول فان أريد سقوط ريشه بالسرعة أطعم لحم الفأر والشقراق والقنفذ ولا يسقطها بما جفف وسحق من حياة الماء مقطوعة الأطراف ولا من الزنابير لما فيها من النكاية آخرا ويسهل كلما ظهرت علامات اليبس فيه بالزبد والسكر ولحم الضأن وقلبه مدهونا بالزبد فإذا قرب نبت ريشه أطعم لحم السنور واليربوع للتحسين والانبات ولوزم دهنه بدهن البنفسج واللينوفر وأسقى لبن الضأن وأطعم الفراخ وأطراف المخاليف فإذا تمت وعدت إلى الصيد به وامتنع، فإن كان لوحشة فرضه بالحمام الأبلق وأشبعه وارفق به أو لألم فداوه أو لشراسة وغرة فادلكه بشحم سرة برذون وأطعمه الباذروج ولحم البقر منقوعا في ماء أصول السوسن.
* (البحث الثالث في علامات الصحة والمرض وكيفية الاستدلال على خفة البدن وخلوه عن الاعراض المنافية) * إذا أصبح الطير يفرد ريشه وأجنحته وكان مع ذلك صافي اللون يتمشق من الجانبين على اعتدال ولان ذرقه وانفصل بسهولة نضيجا إلى البياض واعتدل عظما وركبة كان صحيحا وأدل من ذلك كله نبض يضرب في أصل الجناح فإن كان يضرب بسرعة كان محرور؟ أو بصلابة فقد استولى عليه اليبس وكذا القول في ضدهما وأضداد هذه علامات المرض وقد يختص بعض الأمراض بعلامات مخصوصة فان الطائر متى حرك رأسه فقد ضعف أو غمض عينيه أو سالت منهما رطوبة فطرفة أو اسود فمه ثم أبيض فقد تولدت عنده الأكلة أو أرخى جناحيه فقد غلبت عليه الرطوبة البالة أو رفع رجلا ووضع أخرى فمذموم مردود أو أرخى جناحه أو ظهره فمريوح أو تشققت رجلاه أو سال منهما ماء أصفر فبواسير أو ورم كفه مع الحرارة فخلع أو وثى أو ارتعد فمنقرس أو ورم فوق كفيه وتعمد نتف ريشه ففيه ديدان كحب القرع وهدل جناحه الأيمن ومنسره دليل ضعف الكبد وحكة الانف حتى يدميه دليل الأكلة والقرقرة دليل الريح الغليظ والاعراض عن اللحم دليل التخمة والنزول عن الكندرة مع عسر النفس واللهيب وشرب الماء موت لا محالة.
* (خاتمة) * تشتمل على ذكر ما يجرى هنا مجرى الجزئيات من طب الانسان وهو ذكر الأمراض الخاصة وتفصيل علاجها. أجمعوا على أن الطائر لا يدخله الصداع من الأمراض الكائنة من نحو البخار الغليظ والخلط لذهاب الأول في الريش وعدم تولد الثاني لقلة الغذاء ولطفه ولان أعضاءه ليست كأعضاء باقي الحيوانات في التركيب. إذا عرفت هذا فلنذكر نبذة من تشريح أعضاء الطيور الخاص بها وسنفصل التشريح في موضعه لجميع الحيوان. اعلم أن الطيور قد عم رؤوسها درزان تقاطعا في الوسط وليس هناك قاعدة فلذلك لم تحبس البخار وانتظمت فقراتها من غير سناسن فلم يغلظ النخاع ودق ملتقى الصدر لوجود الحواصل فوقه وعدم الأمعاء الملفوفة فيها فلم يعفن الخلط وارتكزت أوراكها فخفت فلم يبق فيها فضلة رديئة والطبيب يقول إن ذلك