تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ٦٢
وأحد أطرافا وغير الجوارح بالعكس وكلما صغرت حبة عين الطير وقصر عنقه ودق ساقه ورق مخلابه كان أشجع، * (البحث الأول في كيفية الاستدلال على الجيد منها باللون والصفة وفى ذكر طرق التعليم) * (أجود البزاة الأبيض) لأنه أسرعها انقيادا وأقبلها للتعلم وأصحها نظرا في الجو (وأشجعها الأصفر فالأحمر) والأسود منها لا يقتنى بحال ثم إن صلب لحمه وطال ذنبه وقصر جناحه وصغر رأسه واصفرت عينه واستدار كفه فقد حاز الحسن والشجاعة، ومما يستدل به على شجاعة الطيور أوكارها فان اتخذتها من؟ أعلى الجبال والأشجار فذليلة لا تنهض بالصيد وتعرف أيضا بما يوجد عندها من الوحوش والطيور فان وجد مثل السماني فهي ضعيفة وبالعكس في الصفتين، وأما تجريدها فبحسب ما يليق وتألف فقد يروضها الاضمار والاجابة والشبع وكثرة الاكثار وبالعكس وينبغي تمرينها على الصعود إلى الراكب والنزول من الشجر وإلقاء الطيور لها وأن لا تترك لتأكل من الصيد بل تزجر على إمساكه والوقوف عنده لئلا تعتاد أكله وأن يكمم الوحشي ليرتاض وأما الربيب الغطراف فصعب الرياضة والباشق كالبازي فيما ذكر وأما الشواهين فكثيرة الغضب سريعة النفور والحدة وإذا احتاجت إلى شئ ولم يحضر فربما قتلت نفسها وهى أبطأ الطيور في النهوض عند الارسال لكنها أسرعها عودا ونزولا والكواهي بالعكس وينبغي أن لا تجوع والأولى عند الارسال دفعها وأن يهيأ لها الحمام لتطعم منه حال عودها فإنه أوفق لها من كل طعام خصوصا إذا رمى إليها حال رجوعها وأشد ما يحتاج إلى ذلك من اصطاد طير الماء منها وأخفها الصغار والثواني وكلما قرنصت ثقلت لفرط رطوبتها والكواهي بالعكس وهى أحقد الطيور وأشجعها وربما قهرت العقبان وتطير في اليوم مسافة عشرة أيام على ما ضبط والصغير منها أعدل وأصبر وأرضى بما حضر من الطعام وأسهل تألفا وأشجع الكل الحمر وأصحها السود الطويلة الأذناب المستديرة الرؤوس اللطيفة الأكف ولا بأس بالمرشوش من الصقر، وأما العقبان فأجودها الحمر الشهلاء العين الغليظة العجز الواسعة المقلة المتساوية المخاليب المستديرة الأكف المرشوشة الظهر وأحمدها الزمج تجرد بمجرد الدعوة غالبا وينبغي أن لا تراض إلا بالظباء لأنها تهوى صيدها طبعا فالأرنب تكثر عندها والمختار منها الربيبي والوحشي عسر الألفة ولا ينبغي تقريب الأطفال منها لأنها تهوى كسرهم وينبغي أن تكمم.
* (البحث الثاني في أوقات الارسال وكيفية الصيد واختلاف حال الطيور فيه) * إذا كان البازي أصغر العين فأرسله في العشايا أو أسودها ففي الصباح ومتى قصر فتلطف به وأطعمه الضعاف من الطيور في دفعات وجرده عن الطياهيج ومج الخل في فراريج وأمهلها قليلا ثم أطعمه لحمها فإنها تفتح شهوته فيضرى على الصيد ويكره الارسال على ما تخافه فإنه يورثها الجبن ويوم الريح وعند الآجام والبحار وقرب الضواري كبنات آوى وإذا فقد الطير في محل فليعاود إليه لما قيل إنها تعود إلى مكان ذهابها وإن نزل على نحو شجر فجوعه وادخر قوته وأرسله خصوصا في مطر فإذا نزل على ما ذكر فأره الاكل فإذا جاء فأشبعه حتى يتوب عن ذلك أو لوح له بالسماني مربوطا ولا ترسل الباشق إلا على صغار الطير خصوصا المائية واربط ذنب الجلم أول صيدها ولا ترسلها على أكبر من الحجل فقد قيل كل طير يعالج مثله فما دون إلا العقاب ومتى أكره الجارح على صيد شاق داخله الضجر والكسل مرة بعد مرة إلى أن يبطل فعله فتجب ملاطفته ليسلم من ذلك ولا يجوز تركه في الراحة طويلا فينسى. وأما صيد الجوارح والحيلة على أخذها فطرق مختلفة يرجع حاصلها إلى
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160