بالزرنيخ وورق الخوخ ووطئ لها بالقتب العتيق والعظام البالية وتقدم حكم الخلع والكسر (ومن اللواحق) أحكام النعال والأجود أن تكون عشرة في السنة انتخبت من أربعين وتثمن المسامير للصغار كما تسدس لغيرهم إلا العربيات فتربع وتكثر الانجاش للبغال ولما عدا البغال ورقه، قيل والخيل وتنعل ذوات الأظلاف قطعا وذوات الاخفاف بالجلد خوف السحج فهذا غاية ما يحرر في هذا المحل بحيث لم يشذ عنه من أصول الصناعة شئ، ومن أراد التطويل في هذا الفن فعليه بكتابنا الموسوم بالقواعد المحبرة في البيطرة والبزدرة [بزردة] علم بأحوال ما يطير من الحيوان المقصود أصالة لنفع معتبر وموضوعه في الأصل كل ذي جناح لأنه باحث عما به تصح أو يحفظ صحتها وعن كيفية اتخاذها واختيارها وسياستها. وغايته اقتناص ما يشق اصطياده واللهو والرياضة وشرح الصدور وتسكين نحو الجذام والنقرس والمفاصل لتوالى الفرح وسكون الغضب كركوب السفن وتحليل المواد بزيادة الحركة. ومسائله تقسيم أجناس الطير وما يقتنى منه وكيفية تغذيته واستقصاء أمراضه وعلاجها وقد جرت عادة القدماء بضم طب الحيوان كله للتجانس والتماثل وعلى هذا المنوال نسجنا كتابنا هذا ثم اختصروا فاقتصروا على ما يتعلق بالمواشي ثم شاع وكثر الاهتمام بإفراد طب الانسان حتى لم يعرف الآن عند إطلاق الطب غيره فاستقصينا بحمد الله ما يتعلق به ثم تصدى قوم منهم ابن أبي حزام وقسطوس وأذربيجانس لجمع ما يتعلق بالمواشي وسموه علم البيطرة وقد أثبتنا بحمد الله على غاية ما قيل فيه هنا ثم تميزت شرذمة لجمع ما يتعلق بالطيور وسموه علم البزدرة إضافة له إلى أشرف أنواعه وأخفها وهم البزاة وذلك أن العلم إذا تعلق بنوع ما وجب أن يجعل موضوعه وإضافة اسمه إلى أشرف ما يبحث فيه عنه ولما ثبتت أشرفية الانسان على سائر الحيوانات لجمعه ما فيها كما ستعرف في الفراسة كان الأشرف من أنواع المولدات ما قاربه في بعض صفاته ضرورة فنظر أصحاب البيطرة في حال المواشي فلم يجدوا أعدل مزاجا من الخيل فجعلوها أصلا لما سواها فيه ونظر أهل البزدرة فلم يجدوا إلا البزاة كذلك فقصدوها بالذات واستطردوا غيرها فهذا وجه التسمية ونحن نلخص ما قاله أهل الصناعة بأوجز عبارة كافية ومباحث لطالب هذا الفن شافية.
ونرتبه على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة.
* (المقدمة في كيفية اهتداء الناس إلى اتخاذ الطيور وأول متخذ وكم المعتبر منها) * اعلم أن علماء هذه الصناعة قليل وكأنه كالتكملة للبيطرة وقد رأى النبطي وقسطوس وابن العوام وكثير من الروم ضم الحيوان إلى كتب الفلاحة وسموا المجموع زردقة حتى اشتغل أدهم الغطريف وسومارس وأرجانس يافراده وهؤلاء قالوا إن أول من اتخذ البزاة قسطون وكذا الشواهين وأول من اتخذ الصقور كسرى والجلم بهرام جور شاهدوها تقتل الطيور وتأكلها فألفوها، وأما المعتبر من أصنافها فالعقاب وهو أعظمها وأشجعها لكنه ماكر غادر ليس فيه أنس وإنما يتألف بشدة التعب وأشرفها البازي معتدل المزاج سهل الانقياد والأنثى منه تسمى زرقة فالباشق وهو أخف الطير وأسرعها نهوضا والأنثى منه تسمى الفويسقة أو هي صغاره فالكوهي وهو والصقر والسعاوة والكوابج متقاربة المزاج والتعليم، وأما الشاهين والجلم فكذلك أيضا والزمج نوع من العقبان كالسنقر بالنسبة إلى الصقور وأما الطرفيل فقيل هو طائر عريض الوسط يقرب من الشاهين أو هو كالصقر الأبيض يكثر بأرمينية والكرخ وخوزستان إذا أرسل في الطيور رمى أكثرها بالضرب لان كفه كالموسى ويعلق بواحد منها إذا نزل وجميع الجوارح المذكورة إناثها أكبر وأقوى