عن المدبر؟؟. والممد الأول ثلاثة [المعدن] وهو السابق ضرورة أنه محل قائم بعرضية النبات وقد مر تقسيمه وسيأتى في الصناعة ما بقى من أحكامه [ثم النبات] لأنه قوت الحيوان وقد استقصينا حكمه في المفردات [ثم الحيوان] وقد مر ذكر منافعه وسيأتى تفاصيل أمراضه وما يوجب الصحة وهذه المذكرات لها نفوس بحسب ما استقر عليه التكوين ويعبر عنها بالقوى وقد رسمت بأنها كمال أولى، فإن لم يقبل بعد تمام صورته التغير فهو الأول وإلا فهو الثاني إن لم يتصف بالاحساس والشعور وإلا فهو الثالث وخلاصته ما اتصف بالنطق والنظر ومن تثليث الأول والثالث وكون الثاني ثنائيا قسم النطق الذي اختص به هذا النوع الفاضل إلى ثمانية أقسام وهى أقل عدد قام عن المبادئ التي لها ضعف وضعفه بناء على أن الواحد ليس من الاعداد كما هو الأصح وهذه النسبة تنتهى إلى مطابقة فلك الثوابت، فان طابقت به ما قبله فاعتبر الحواس وتسمى الجوهر المجرد أعنى النفس والعقل وقوبل الذي لا يتغير منها بالنير الأعظم والمتغير بالأصغر، ومن الأول مست الحاجة إلى معرفة العروض والاطوال وأوقات النقلة وتراكيب الأدوية ومن الثاني دعت إلى تحرير البحارين وأوقاتها وما يصح في ذلك وما يمتنع وأما تثنية الخمسة فدليل على أن الحس ضعفها وقد انطبق هذا التقدير الأصغر على الأكبر كليا باعتبار العروق والدرج والمفاصل والدقائق والمخارج والبروج والركوز والوجوه يقع التطابق جزئيا ومن هنا وقع الاحتياج في هذا الفن إلى الفلسفة الأولى كما قرره في العلل وإلى الحساب كما ثبت في الارتماطيقي وعليك بحفظ هذه القاعدة فإنها لم تسطر في كتاب هكذا أصلا على أنها قطب دائرة هذا العلم فألزم ذهنك النقش وعقلك الفهم والاحتيال والله الملهم من شاء لما شاء.
[قاعدة] ما كان أصلا لشئ فذلك الشئ المفرع عن الأصل لابد وأن يشابه أصله بوجه ما وقد تتعدد الأصول فيتعدد الشبه إما على التساوي أو التفاضل، وقد ثبت أن ما عدا الانسان من أنواع المواليد أصول له لما عرفت فيكون في أفراد أنواعه ما يشبه الحيوان شجاعة كالأسد وحقدا كالجمل ومكرا كالذئب وجبنا كالأرنب، وما يشبه النبات نفعا كالقرنفل وضررا كالسيكران وطعما حلوا كالعسل أو مرا كالصبر، وما يشبه المعدن صفاء كالذهب وخبثا كالرصاص إلى غير ذلك ويتفرع على هذه هنا تقابل العلاج بها ومعرفة الأخلاق ومقتضيات الأمزجة إلى غير ذلك من الجزئيات وسيأتى ما يشبه التكميل لهذه [قاعدة] ما كان قابلا للتغير وكانت موجبات تغيره غير مضبوطة ولا مأمونة فحفظ نظمه الطبيعي إما متعسر أو متعذر، وعلى هذا تتفرع الحاجة إلى وضع قانون يفيد حفظ النظام أو رده إذا زال، ومن ثم كان الطب قسمين علم هو الكلى وقد مر وعمل أي علم بكيفية المباشرة العملية وهو الجزئي المشروع فيه في هذا الباب [قاعدة] إذا تعلق الحكم بأصل هو الأس فلابد من ملاحظته في الفروع وإن كثرت وقد عرفت أن عناية أول الأوائل اقتضت الربط والتعليق وتوقف ما في الكون والفساد على حركات ما فوقه فلا بد من تعليل ما في أحدهما بالآخر والبسيط لا يطرقه التغير بخلاف المركب وقد عرفت أن أفضل أنواعه النوع البشرى فهو أحق بذلك ويتفرع على هذه حصر الطعوم والألوان والأراييح وغيرها من الكيفيات والاعراض ومن هذا تعرف الطبائع وهو يستلزم الافعال وهو يفيد حفظ الصحة ودفع المرض ومن هنا كانت الأمور الطبيعية مفتاحا لهذه الصناعة ثم الأسباب لكونها كالفروع وعلى كل ذلك يدور حكم العلاج الجزئي. [قاعدة] إذا قام عن الجنس المقول على كثيرين حقائق مختلفة فتغاير موادها عند التفصيل ضروري ومن هنا خالفت الزئبقية العصارات وكل منهما الاخلاط