تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ١٥٢
لاذن من كل ثلاثة صمغ عنبر من كل اثنان ياقوت أحمر مثقال يسحق الكل ويترك في نصف رطل ماء ورد وقد سحل فيه سبعة قراريط بادزهر ثلاثا ثم يعجن بشراب الريباس فان تعذر فالسفرجل أو التفاح ويرفع [طحال] أما جوهره وكيفية وضعه فسيأتي في التشريح مع منافعه، وأما أمراضه فهي إما يرقان وسيأتى أو أورام وقد مضت أو سوء مزاج والكلام عليه هنا: وضابطه أن الطحال فيها قوى دافعة بسببها تعظم الشاهية وماسكة بالعكس كما سيأتي ثم هذه القوى إنما تنتج غاياتها طبيعية إذا صحت مبادى ما يجذبها من الكيفيات فاذن إما أن تصح مطلقا لشخص أو غيره كصنف ونوع على ما ستعرف في المزاج وهذه الحالة هي الصحة التامة أو تتغير وحينئذ إما أن يكون المتغير كيفية أو أكثر ساذجا أو ماديا وقد عرفت الحصر وستعرف أسباب كل في السبب والعلامات فلنذكر الخاص بهذا العضو، فنقول: لاشك أنه متى ضعف بإفراط كيفية ظهرت دوالها والخاص بالرطوبة من العلامات الثقل والترهل وكدورة الخلط وماء القارورة وغلظ النبض وفساد الهضم وعظم الجانب الأيسر وظهور الطحال للحس وبالحرارة سخونة الملمس والساقين لانحلال الخلط وصفاء الماء وسقوط الشهوة وضد كل بعكسه وتعظم المذكورات في المادي لتركبه ثم من المعلوم لزوم كبر البطن وتغير اللون ودقة الساق وثقل الجانب الأيسر في هذا المرض وتغير القارورة إلى الكمودة مطلقا وظهور الطحال للحس صلبا في اليابس رخوا في غيره (العلاج) يفصد في الدم باسليق اليسار ثم الأسيلم إن دعت الحاجة وربما فصدنا في الحار مطلقا لرداءة الكيفية كما عرفت في غير موضع، ومن مجربات جالينوس بثر الشريان الكائن بين السبابة والابهام في اليسار هنا واليمين في الكبد وضمن فيه الشفاء من غالب أمراض المعدة والبدن ثم الاكثار من البزور في الحار مع لبوب البطيخ والقثاء والخيار، وفى شرح الأسباب أن الأربعة مع بزر الرجلة متساوية ومن كل من الراوند والاسقولو كنصفها والزعفران والكافور كربعها بماء الخلاف قرص جيد لذلك ويكثر من التضميد بالاسقولو والصندل مع الخل والذي جربناه هنا ملازمة شراب الأصول والبزوري وطبيخ الأصفر أيها حصل وضماد الحلزون محلولا في الليمون مع التين المطبوخ والعدس وشرب درهم كل يوم من المرجان المحرق وقليل الكثيراء يبرئه في الأسبوع مجرب وفى البارد بماء العسل فان عظم سقوط الشهوة فالبزوري أيضا لتفتيحه، ومن المجرب القئ بماء الفجل والشبت والعسل أولا والايارج في البلغمي وطبيخ الأفتيمون في السوداء. ومن المجرب لنا هذا الحب. وصنعته:
قشر أصل الكبر راوند سواء صبر مرجان محرق بزر كرفس غاريقون ملح هندي من كل نصف أحدها يحبب بماء الزهر الشربة مثقال بماء العسل ويضمد بأصل الكبر والقسط والجوز الرومي معجونة بالعسل وشحم الحنظل مع البورق والترمس والعسل كذلك. وأما الاسقولو قندريون فيجرى في هذه العلة مجرى الطلسمات كيف استعمل ولو ضمادا ويليه السكنجبين العنصلي بماء الهندبا ودماغ الكركي وفى الكتابات والتمائم لهذه العلة، ما ستقف عليه من التجارب وجميع أجزاء القنفذ وخصوصا طحاله نافع هنا [طرفة] وقع الاجماع منهم على أنها من أمراض الطبقة الملتحمة لظهورها فيها وكأني لا أراها خاصة بها لأنها عبارة عن انبعاث دم يخرق الطبقات حتى يظهر في سطح الملتحم نقطة مستديرة حمراء أو سوداء بحسب احتباس الدم (وأسبابها) امتلاء تضيق به الأوعية لبعد الاستفراغ أو قوة القوة ونحو صيحة ومزيد غم وربما كانت عن سبب خارج كضربة والطرفة ربما أفضت إلى البثور والدمل والقرحة واتسعت قالوا ومتى كان مع الطرفة دمعة فالسبب من خارج انتهى وفيه ما فيه
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160