تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ١٠٠
والاسطو خودس في السوداء وبهذا تعالج الرياح لكن يقصد فيها التسخين والتكميد أكثر وما كان عن سبب خارج فعلاجه إزالته ثم هذه الأسباب المذكورة إن كان أصلها من الدماغ وحده فعلاجها ما ذكر وإلا مزج معها أدوية العضو الذي نشأت عنه ثم بعد زوال العلة يعتنى بتقوية الدماغ لئلا يقبل الآفة ثانيا بما سيأتي في رسم الرأس ومن الناجب في جذب الخلط عنه ما ذكرنا في علاج الاذن فإنه مجرب وحك الرجلين وغسلهما بالخل والحرمل وماء الليمون وحلق الرأس وطليه بورق الجوز والآس، وللحقن والفتائل هنا إذا لم يكن ريح فائدة جيدة وربما حدثت هذه العلة من دوران الشخص حول شئ وإن كان صحيح المزاج لدوران ما احتبس من خلط أو غيره حينئذ فتدور الأرواح ويختلط الباصر فترسم المرئيات كذلك وزوال هذا بمجرد شرب ما يمسك الأبخرة كنقيع التمر هندي والكمثرى والمرزنجوش والكسفرة وقيل إن مرق الحمص في مباديه جيد [دوسنطاريا] يونانية معناها إسهال الدم وأكثرهم يذكر هذه العلة في أمراض الكبد لا لاختصاصها بل لخطرها هناك وبعضهم يذكرها في الأمعاء وألغاها قوم اتكالا على ما في الاسهال وبالجملة فهي علة خطرة لمضادتها الحياة في إخراج الدم الذي به القوام (وأسبابها العامة) فرط الاستيلاء وتوالى التخم والجمع بين الأطعمة المنهى عنها خصوصا الأرز والخل وهو واللبن وتعاطى الحريفات كالثوم والخردل لكثرة توليدها الخلط الاكال وقد تكون عن ضربة أو وثبة تنبثر منها العروق.
(وأسبابها الخاصة) ضعف الكبد وقلة الفصد وأخذ الأطعمة الحارة الرطبة وحبس البول كثيرا هذا في الكبد (وسببها في الأمعاء) حبس البراز وكثرة استفراغ المرتين لبثرهما العروق بالحدة وقد تكون عن حقن حادة أو بواسير وتسمى حينئذ فوهات العروق والدوسنطاريا قد تحفظ أدوارا كالحيض لتوليد الطبيعة الدم وفصله على نسب مخصوصة وعلاج هذا النوع بالقطع من بادئ الرأي يوقع في الاستسقاء أو في الطحال وربما قتل بسرعة وعلاماتها بياض الشفة وفحواتها وصفرة البدن وخضر الأظفار لاحتراق الاخلاط والخفقان وعلامة الكائن عن الكبد نزول الدم بعد البراز لتأخر انفصاله وخلوص حمرته وجموده وعدم رائحته ولزوم الحمى وهذا إن كان معه عطش والنهاب فموت في الأسبوع لا محالة وعلامة الكائن عن الأمعاء سبقه البراز ووجود القوة معه وإن طال والمغص والقراقر والزحير وانفكاك الحمى أحيانا بل ربما عدمت وعدم نقصان شهوة الغذاء (العلاج) فصد قيفال اليمين في الكبدية والشمال المعوية وإخراج قدر صالح إن احتملت القوة وإلا كفى مجرد خروجه لان المطلوب جذبه إلى الاعلى ثم يسقى الطين المختوم محلولا بماء الورد وقد ديف فيه العنبر ثم إن كانت في الكبد لوزم على هذا المغلى. وصنعته: زبيب ثلاث أواق صندل أبيض وأحمر من كل نصف أوقية بزر رجلة أنيسون كسفرة يابسة سماق من كل ثلاثة يدق وتطبخ بثلاثة أرطال ماء حتى يبقى الثلث فيستعمل بشراب الخشخاش ثم يستعمل هذا السفوف. وصنعته: طين أرمني صمغ عربي بزر رجلة محمص سواء كهربا سندروس ورق الجميز مجفف في الظل من كل نصف جزء كندر راتينج دار صيني من كل ربع جزء سكر مثل الجميع شربته ثلاثة دراهم وإن كان هناك حرارة زيد طباشير كأحد الأوائل وتضمد البطن بماء الكسفرة الخضراء والورد والأقاقيا والآس والصندل والعدس المقشر ودهن البنفسج تضميدا متواترا (وعلاج الكائن عن الأمعاء) شرب معجون الورد مطبوخا مستقصى فيه مع الشبت والمصطكي أياما حتى تنقطع العفونة وإن كان هناك قبض أضيف إليه السنا وقد فرك بدهن اللوز فإذا وثقت بالنقاء أعطيت الترياق أو المثروديطوس أو سفوف المقلياثا والأملج المربى والنيل الهندي والحبحبوه مجربة في ذلك فان أعياك فأعطه من هذا الدواء
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160