تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ١٠٢
فاتفاق القئ والاسهال معا وهل يشترط حينئذ وجود الدم حتى يقال للحالة حينئذ هيضة؟ لم أعلم قائلا بذلك بل منع قوم وجود الدم في الهيضة والحق جوازه ولو وحده، وطريق العلاج حينئذ فصد القيفال في إسهال الدم والباسليق في قيئه وفى غيره استقصاء المواد بالقئ والاسهال لان في حبسها إتلاف البدن ثم تضميد البطن ودلك الأطراف بهذا الضماد. وصنعته: سفرجل آس عدس مقشور من كل جزء أقاقيا صندل بزر هندبا جلنار دقيق شعير من كل نصف جزء عفص حناء من كل ربع يعجن بالخل وتضمد وقد تغلى نطولا وتطبخ بالزيت دهنا ثم يسقى من هذا المطبوخ محلى بشراب الحصرم أو شراب الآس. وصنعته: كسفرة أنيسون من كل جزء صندل انجبار من كل جزء صعتر سماق كمون من كل ربع جزء نعناع عناب من كل مثل الجميع يستقصى طبخه ويستعمل وهذا الضماد والذي قبله من تراكيبنا المجربة في فروع هذه العلة ثم تغسل الأطراف بالماء والخل وتدلك بالغالية محلولة في ماءى الورد والآس وهما مما استخرجناه فصح وحيا فان رأيت بعد ذلك غشيا أو خفقانا فاسق الطين المختوم محكوكا في الماءين المذكورين محلى بشراب الليمون والتفاح ولما كان الخارج في هذه العلة بالقئ ما لطف فخف مدفوعا إلى الاعلى وبالاسهال ما كثف فثقل راسبا إلى الأسفل وكان شأن الخفيف الحرارة والثقيل البرودة أو شك أن يحدث كل في الجهة المدفوع إليها ما يقتضيه طبعه فان وجدت صداعا في الرأس وتهيجا ولذعا وحكة وجفافا وعطشا فأعط شراب البنفسج وماء العناب والإجاص ولسان الثور أو ثقلا ومغصا وقراقر فأعط الكموني وجوارش الفلفل والمصطكي أو وجدت الامرين معا فركب العلاج وقدم الأهم ومتى أعقبت سقوط قوة فأعط المنعشات كمعجون المسك والعنبر وشراب الإبريسم وسيأتى في التخم باقي المناسبات [هزال] هو نقص ما عدا الأعضاء الأصلية من لحم وشحم نقصا غير طبيعي ويتفاوت بحسب الأقاليم فان وجوده في نحو الزنج لا كوجوده في الصقالبة فان مباديه في أهل الثاني كغاياته في الأول. ولما بين الموضعين حكم يختلف قربا وبعدا والهزال في أهل الإقليم الأول والثاني يكون جبليا غالبا كالسمن في السادس والسابع ثم هو إما مزاجى كعند استيلاء المرتين أو أحدهما ولو بلا احتراق أو عارض، وأسبابه كثيرة يجب استقصاؤها ليحترز منها دفعا للهزال فإنه مما يجب صون البدن عنه وذلك لان البدن مع اختلاف أجزائه فيه فرج بين الأوصال لعدم استقامة التركيب مع تلاصق الأعضاء كما ستعرف في التشريح وتلك الفرج لا يمكن خلوها وإلا فسدت الأعضاء بنحو المصادمات والحركات ولو ملئت بغير اللحم فإن كان صلبا عاد البحث أو دهنا أسرع إليه الفساد بالتحليل فتعين اللحم ولان في السمن وقاية من نحو الصدمة والهواء المتغير المحلل للأرواح وغيره من موجبات التحليل، وبالجملة فالابدان المهزولة مستعدة لقبول الأمراض لتخلخلها لكن يسرع برؤها أيضا لاحساسها بالمرض من بادئ الرأي قبل التمكن ووصول الدواء إلى أعماقها لعدم المانع ومستعدة أيضا للسدد وامتلاء العروق خصوصا من الخلط الممرور وتكون أيضا غير قادرة على ما فيه تحليل كجماع وحمام ولكن للهزال منافع مع ما ذكر كخفة الحركة وقلة العقم والعقر وسرعة الهضم والامن من موت الفجأة وسيأتى أن السمن على الضد مما ذكر والأسباب الموجبة له كما أشرنا إليه إما غذائية وأقسامها ثلاثة أحدها قلته فلا يفي بما يتحلل فضلا عن زيادة اللحم فيلزم النقص ضرورة وثانيها لطفه خصوصا مع سعة العروق فتمتلئ بالريح لما ثبت في الفلسفة من بطلان الخلاء فيفسد وتوالى المحللات مع ذلك وثالثها رداءته فلا يصلح للاخلاف والتشبيه أو بدنية كضعف الأعضاء وقصور أقواها عن جذب ما يجب جذبه إليها من الغذاء فان ضعف الطحال يفسد الكبد والشهوة لأنها بالسوداء دفعا وأخذ
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160