وغير ذلك كما سلف في القوانين كأعضاء الانسان وأرواحه وجملة بنيته إذا أخطأ منه واحد أو أخطأ وزن عد كالانسان الناقص وأذكر قانون تركيبه وعمره وأذكر عقاقيره على وجه يؤمن معه تبديلها. وإذا تقرر هذا فاعلم أن أجزاءه محصورة في ثلاث بالنسبة إلى تحليلها وتصغير أجزائها بالمزج المحكم أما أصول خشب فأوراق وبزور وزهر والطريق في هذه دقها في هاون قد ستر فمه بنحو الجلد لا يدخل منه إلا الدستج ولا يرفع المدقوق حتى يسكن غباره ثم ينخل من منخل جعل شعره وسط علبة بتحريك لطيف على نطع ولا تعتبر الأوزان إلا بعد السحق وقد تدعو الحاجة إلى وضعها بعد الدق في الشمس أياما ثم طحنها كل ذلك محافظة على تنعيمها ما أمكن وإما عصارات وربوب وصموغ وطريق هذه أن ترض وتسقى من الشراب أو العسل ما يحلها قبل التركيب بنحو ثلاثة أيام، وإما مائعات وهى الشراب والعسل ودهن البلسان وطريق هذه أن تخلط في مغرفة على نار هادئة يوم التركيب، وربما وجب تدقيق النظر في التفريق بين ما يحمل الدق الكثير كالزنجبيل وما لا يحمل كالكندر فيسحق على حدة وكذلك رأى جالينوس سحق الحرف والساليوس والسلجم كل على حدة دون البزور للطفها وكل من الصمغ والكندر كذلك وإلقاء الرطب من العصارات كالاقاقيا يوم التركيب واليابس قبله والأقراص مع الخشب لكن تسحق وحدها والقلقديس يسحق بالشراب ويلقى يوم التركيب والأسود بالغا ويجب على من أراد تركيب هذا الدواء وجوبا عينيا ممارسة كل مفرد من مفرداته في سائر البلاد من أول ما ينبت إلى بلوغه فان العقاقير تتغير أطوارها وكثيرا ما رأينا من يعرف الشئ بزهره فإذا زال جهله وأن يختار العقاقير الحديثة الرزينة غير البالغة في الجفاف المفسد والتكرج والعقادة وتقشر القشر فإذا أحكمه فليسقه العسل وليضربه بالحديد المجلى في الشمس وهو يطرح من المسحوق شيئا فشيئا والمحلول آخر والعسل مثله ويدهن المضروب بدهن البلسان حتى إذا استحكم غير محبب غطى بصوف رقيق أو منديل وضرب كل يوم وسط النهار نحو مائتي ضربة وقيل كل أربعة أيام وجالينوس كل أسبوع إلى أربعين أو شهرين ثم يرفع في إناء لا يسقط قواه ولا يجففه كالخزف ولا يفسده بالحر كالزجاج. وأجود ما وضع فيه الذهب فالفضة فالقلعي فالصيني مطليا بدهن البلسان غير مملوء ليتنفس ويسد بالخوص ويروح كل شهر يوما وقد جعلوا سدة كالماسكة وتركه لتتداخل أجزاؤه كالمغيرة والمازجة وهى تفعل في أجزائه التشاكل والمزج كالنامية في الغذاء ونهوا أن تمسه حائض أو جنب وأمروا أن يكون تسعة وعشرين رطلا بالبابلي وثلث رطل وهى ألفان وستمائة وأربعون مثقالا ولعله لخاصية في ذلك كالطلسمات، وأما عدد مفرداته فنهايتها تسعون وأقلها أربع وستون ويضمحل الخلاف بعد مفردات الأقراص وعدمه، وقيل النهاية ست وتسعون وقد جعلوا الأقل من المطبوخ أعنى الشراب ضعف الأدوية وكذلك العسل. واعلم أن ملاك الامر وحسن ظهور الفائدة وكثرة المنافع الصبر على المركب حتى يمتزج وتفعل قوى أدويته بعضها في بعض بالتداخل وإعطاء كل ما في الآخر وأشد المعاجين احتياجا إلى ذلك ما كثرت عقاقيره، ولا شبهة أن الترياق الكبير أكثر التراكيب أجزاء فلذلك كان أندروماخس ينهى عن استعماله قبل عشر سنين ونصف، وقيل يجوز استعماله في السنة السابعة وقيل الخامسة. أما من لدن جالينوس إلى يومنا هذا فقد استقر الرأي على استعماله بعد ستة أشهر لكونهم يشمسونه خصوصا للسموم والأمراض الباردة وهو شديد الحرارة إلى ثلاثين كالشاب ثم هو كالكهل إلى ستين ثم ينحط شيئا فشيئا كالشيخوخة
(٩٣)