الحارين وسدد الطحال والكبد وتدر البول وتولد ريحا كثيرا وسوء هضم ويصلحه الانيسون واللبأ هو المأخوذ عقب الولادة إلى ثلاث ويطبخ بعشرة أمثاله من اللبن الحليب وهو شهى يسمن ولكنه ردئ جدا ويسمى بمصر سرسويا واللبن يطلق الآن على عصارة الخشخاش عرفا [ولبن السوداء] هو الفربيون لا أنه صمغ مجهول كما توهم [لبان] هو الكند [لبنى] الميعة السائلة [لحم] ذكرت مفرداته مفرقة في أبوابها والمطلوب هنا ذكر قوانينه فنقول: اللحوم أجود المتناولات على الاطلاق لمناسبتها المزاج لان المتناول إما نبات أو حيوان والأول إما أصول أو ثمار أو غيرهما من الاجزاء التسعة وكلها غير الحب والثمر دواء ولا شك في احتياجها إلى تحليل واستحالة وتفريق وعقد وتغذية وتشبيه وإدخال فهذه سبعة أعمال تتوالى على الطبيعة وذلك متعب. وأما الحيوان فالمتناول منه إما ألبان أو بيوض أو لحوم ولا شك في احتياج اللبن إلى هضم وتمييز وعقد وتشبيه وإدخال فقد سقط فيه اثنان، وأما البيض فيسقط فيه مع ما سقط في اللبن التمييز فهو أقرب، وأما اللحم فليس فيه من السبعة إلا التنمية والادخال، فتلخص من ذلك أنه أجود غذاء وأفضله وأجلبه للقوى والأرواح لتهيئته لذلك. والحيوان إما طيور وأنسبها العاجز القوى الصغار وحدها الدجاج فما دون ولذوي الكد ما فوق ذلك أو مواش، وأفضلها الضأن ثم الجداء ثم مالم يجاوز السنة من العجاجيل. وأما الحيوان من حيث الاطلاق فالأهلي الراعي بنفسه للنبات الطيب الرائحة كالشيح والقيصوم والذكر أفضل من غيره مما نقص شرطا من هذه وفتى الفاضل خير من صغيره وكبيره فان ما جاوز السنة من الضأن ولم يدخل الرابعة خير من غيره وصغير كل ردئ خير من باقيه وقيل صغير العجاجيل خير مما جاوز الرابعة من الضأن وما استخرج من البطن ردئ جدا لعدم استكماله، واللحم في نفسه حار رطب وإنما التفاوت بين أنواع في الدرج فقولنا إن البقر بارد يابس بالنسبة إلى الضأن لا إلى العدس مثلا وهكذا ثم أحر اللحوم الأسد فالكلب فالإبل فالضأن فالمعز فالبقر ومنه الجاموس كما مر وأحر الطيور القبج فالشفنين فاليمان فالحمام فيراعى في أكلها المناسبة فيعطى أحرها لنحو مفلوج وأرطبها لمن احترقت عنده أخلاط أو به سل وأفضل ما أكل المرطوب والصحيح مشويه والناقة مذابه في المرق وذو الكد في نحو الهريسة وأن يجاد طبخ غليظها وتقطع سهوكته بنحو البورق والبزور وأن تذبح ويصفى دمها فان الميت وما أصيب قبل ذبحه بجارح كالمصاد ردئ موخم مورث للأمراض العسرة كالنقرس والفالج لفساد مزاجه وموت الدم في بدنه وكذا المصاب بنحو جنون ومقدم الحيوان أفضل ويساره بارد المزاج ويمين محروره لا الميامن مطلقا والأسود في الألوان أفضل والأحمر أعدل والأبيض أردأ وكذا الكثير الدهن لان الشحوم والادهان ترخى واللحم الأحمر يقوى ويحد البصر ويتعين اجتناب اللحوم للمحموم في البلاد الحارة مطلقا والباردة إذا كانت الحمى حارة وقد يرجع في ذلك إلى العادة فان نحو الهند وسيلان يتضررون باللحوم مع الصحة ونحو مصر يتضررون بتركها والقانون في طبخها مختلف على أنحاء لا تحصى ولكن الضبط في الشئ والطبخ فالاصحاء والمبرودون والمرطوبون وزمن الشتاء يكون الشئ بهم أليق بشرط حسن الحطب والنار والاستواء وغير من ذكر بالمطبوخ أولى ويهرى للناقهين، ومن أراد به السمن والقوة وخصب البدن فيلزم معه الكعك واللوز وليقلل ملحه ما أمكن ويتجنب الحوامض معه ويأكل فوقه الحلواء ومن أراد الهزال فليعكس ذلك وقد يقتصر لساقط القوة على مائه بأن يقلى على مشبك ليذوب فيؤخذ ما ينزل منه ويستعمل ولا يبزر لمحرور ولا من يريد السمن ولا يفوه بقرنفل ولا غيره والمبرود بالعكس وقد تتخذ اللحوم دواء كالقبج في الفالج والحمام البرى في الخدر والكزاز، ومن اللحوم ما يكون
(٢٨٠)