تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢٨٠
الحارين وسدد الطحال والكبد وتدر البول وتولد ريحا كثيرا وسوء هضم ويصلحه الانيسون واللبأ هو المأخوذ عقب الولادة إلى ثلاث ويطبخ بعشرة أمثاله من اللبن الحليب وهو شهى يسمن ولكنه ردئ جدا ويسمى بمصر سرسويا واللبن يطلق الآن على عصارة الخشخاش عرفا [ولبن السوداء] هو الفربيون لا أنه صمغ مجهول كما توهم [لبان] هو الكند [لبنى] الميعة السائلة [لحم] ذكرت مفرداته مفرقة في أبوابها والمطلوب هنا ذكر قوانينه فنقول: اللحوم أجود المتناولات على الاطلاق لمناسبتها المزاج لان المتناول إما نبات أو حيوان والأول إما أصول أو ثمار أو غيرهما من الاجزاء التسعة وكلها غير الحب والثمر دواء ولا شك في احتياجها إلى تحليل واستحالة وتفريق وعقد وتغذية وتشبيه وإدخال فهذه سبعة أعمال تتوالى على الطبيعة وذلك متعب. وأما الحيوان فالمتناول منه إما ألبان أو بيوض أو لحوم ولا شك في احتياج اللبن إلى هضم وتمييز وعقد وتشبيه وإدخال فقد سقط فيه اثنان، وأما البيض فيسقط فيه مع ما سقط في اللبن التمييز فهو أقرب، وأما اللحم فليس فيه من السبعة إلا التنمية والادخال، فتلخص من ذلك أنه أجود غذاء وأفضله وأجلبه للقوى والأرواح لتهيئته لذلك. والحيوان إما طيور وأنسبها العاجز القوى الصغار وحدها الدجاج فما دون ولذوي الكد ما فوق ذلك أو مواش، وأفضلها الضأن ثم الجداء ثم مالم يجاوز السنة من العجاجيل. وأما الحيوان من حيث الاطلاق فالأهلي الراعي بنفسه للنبات الطيب الرائحة كالشيح والقيصوم والذكر أفضل من غيره مما نقص شرطا من هذه وفتى الفاضل خير من صغيره وكبيره فان ما جاوز السنة من الضأن ولم يدخل الرابعة خير من غيره وصغير كل ردئ خير من باقيه وقيل صغير العجاجيل خير مما جاوز الرابعة من الضأن وما استخرج من البطن ردئ جدا لعدم استكماله، واللحم في نفسه حار رطب وإنما التفاوت بين أنواع في الدرج فقولنا إن البقر بارد يابس بالنسبة إلى الضأن لا إلى العدس مثلا وهكذا ثم أحر اللحوم الأسد فالكلب فالإبل فالضأن فالمعز فالبقر ومنه الجاموس كما مر وأحر الطيور القبج فالشفنين فاليمان فالحمام فيراعى في أكلها المناسبة فيعطى أحرها لنحو مفلوج وأرطبها لمن احترقت عنده أخلاط أو به سل وأفضل ما أكل المرطوب والصحيح مشويه والناقة مذابه في المرق وذو الكد في نحو الهريسة وأن يجاد طبخ غليظها وتقطع سهوكته بنحو البورق والبزور وأن تذبح ويصفى دمها فان الميت وما أصيب قبل ذبحه بجارح كالمصاد ردئ موخم مورث للأمراض العسرة كالنقرس والفالج لفساد مزاجه وموت الدم في بدنه وكذا المصاب بنحو جنون ومقدم الحيوان أفضل ويساره بارد المزاج ويمين محروره لا الميامن مطلقا والأسود في الألوان أفضل والأحمر أعدل والأبيض أردأ وكذا الكثير الدهن لان الشحوم والادهان ترخى واللحم الأحمر يقوى ويحد البصر ويتعين اجتناب اللحوم للمحموم في البلاد الحارة مطلقا والباردة إذا كانت الحمى حارة وقد يرجع في ذلك إلى العادة فان نحو الهند وسيلان يتضررون باللحوم مع الصحة ونحو مصر يتضررون بتركها والقانون في طبخها مختلف على أنحاء لا تحصى ولكن الضبط في الشئ والطبخ فالاصحاء والمبرودون والمرطوبون وزمن الشتاء يكون الشئ بهم أليق بشرط حسن الحطب والنار والاستواء وغير من ذكر بالمطبوخ أولى ويهرى للناقهين، ومن أراد به السمن والقوة وخصب البدن فيلزم معه الكعك واللوز وليقلل ملحه ما أمكن ويتجنب الحوامض معه ويأكل فوقه الحلواء ومن أراد الهزال فليعكس ذلك وقد يقتصر لساقط القوة على مائه بأن يقلى على مشبك ليذوب فيؤخذ ما ينزل منه ويستعمل ولا يبزر لمحرور ولا من يريد السمن ولا يفوه بقرنفل ولا غيره والمبرود بالعكس وقد تتخذ اللحوم دواء كالقبج في الفالج والحمام البرى في الخدر والكزاز، ومن اللحوم ما يكون
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340