إلى الصفرة وهذا هو المعروف في مصر بالبسلة أو صفار مفرطح أغبر وهذا هو الجلبان الأسود ومن الجلبان نوع خامس يسمى القصاص رقيق الغلاف والحب أبيضهما والجلبان يزرع في السنة مرتين أواخر الشتاء ويدرك أول الصيف وأواسط الصيف ويدرك بالخريف إلا البسلة وكله بارد في أول الثالثة يابس في آخر الثانية إذا طبخ الأبيض منه بالغا وشرب ماؤه بالعسل نقى قصبة الرئة والسعال وأوجاع الصدر والفضلات الغليظة وأدر الفضلات خصوصا اللبن وجميع أنواعه تنقى الكلف غسلا وضمادا وتحلل الأورام طلاء بالعسل والبسلة تقارب الكرسنة في جبر الكسر وإصلاح العصب والعضل لصوقا وكله علف جيد للحيوان أما أكله فمولد للاخلاط السوداوية والوسواس والرياح الغليظة كالايلاوس وكبر الأنثيين وداء الفيل والدوالي لانحداره غليظا ويصلحه أن يضر القلى معه في الطبخ ونحو حطب التين لينعم ويتبع بشراب العسل [جلد] هو أعدل الأعضاء في كل حيوان مع أنه بارد يابس بالنسبة إلى اللحوم وإذا نضج وأكل غذى غذاء أصلح من سائر الأعضاء ولولا سوء هضمه لكان أشد ما يقوى به المهزول والجلود كلها صالحة حال سلخها للقروح المزمنة وضرب السياط ما اختص به كل جلد من الفوائد إذا ثبت عندنا ذكرناه مع أصله ولهذا الشرط ضربنا عن ذكر جلد ابن آوى في قولهم إنه يحفظ الأشجار تعليقا [جلنجبين] معرب عن فارسية وأصله كل انجبين يعنى ورد وعسل وهو أصله والمعمول من السكر يسمى بالعجمية كل باشكر وأجوده ما أحكمت صنعته وأوزانه وكان ورده نقيا وحلوه جيدا وأجله كاملا. وصنعته: كل منهما أن يترك الورد ليلة ثم تنزع أقماعه وبزره ثم يحرر وزنه ويمرس في إجانة خضراء بمثليه من كل من العسل المنزوع أو السكر ويجعل في زجاج ويحكم سده ويوضع في الشمس من رأس الجوزاء إلى نصف الأسد ويرفع وبعضهم يرى أن يعمل الورد طريا من يومه وأن يبقى أربعين يوما وبعضهم ستين والأولى ما ذكرناه وهذا هو معجون الورد الصحيح وحينئذ يكون العسلي حارا يابسا في الثانية والسكرى حارا في الثانية رطبا في الأولى والنوعان يقويان الدماغ والمعدة ويجففان البلة الغريبة ويمنعان البخار من الصعود خصوصا إذا أخذ بعد الطعام والعسل للمبرودين والمشايخ ومن غلبت على أدمغتهم الرطوبة كسكان مصر أوفق وينفع من وجع المفاصل والنقرس والفالج ويفتت الحصى ويحل عسر البول ومع ربعه معجون كمون يحل الرياح الغليظة كالقولنج وأوجاع الظهر ويهضم الطعام وملازمته في الشتاء تحفظ الصحة والسكرى أوفق للمحرورين وأصحاب اليابسين وينفع من مبادى الوسواس والجنون وإذا أخذ منه من معجون الاسطوخودس سواء ومن معجون البنفسج نصف أحدهما وأحكمت الثلاثة خلطا وتمودي على استعمالها أزالت الرمد العتيق والبخار وضعف البصر والصداع والشقيقة والسدر والاخلاط المحترقة جربت ذلك مرارا وإذا طبخ معجون الورد العسلي مع التربد وبزر الكرفس بالغا وصفى وشرب مرارا أزال اللقوة والفالج واسترخاء الفم واللسان ومبادى المفاصل مجرب والسكرى إذا طبخ بالتمر هندي والعناب كذلك أزال الدوخة والسدر ومعجون الورد متى طبخ ناب عن شرابه وهو معطش يضر بالكبد ويصلحه الخشخاش والشربة من جرمه أربعة مثاقيل وإذا طبخ فليؤخذ منه أربعة عشر مثقالا ولتطبخ بوزنها ست مرات من الماء حتى يبقى الثلث وليكن المضاف قدر نصفها غالبا وقد رأى بعضهم أن يكون السكر والعسل مثل الورد وهذا وإن كان جائزا فإنه غير جيد وربما احتيج في أثناء الامر إلى إعادة عسل أو سكر عليه وقوة العسلي تبقى إلى أربع سنين والسكرى إلى سنتين [جلنسرين] من النسرين [جلجان] السمسم ويطلق على الكزبرة أيضا [جلوز] بالمعجمة البندق والمهملة الصنوبر [جلز] بالمعجمة الجلبان [جليف] الزوان [جلهم] من العوسج [جلاب] وهو السكر
(١٠٧)