كالحجازيين والشجرة كلها حارة يابسة في الثانية إلا أن لب الثمرة حار رطب في الأولى إن أخذ قبل نضجه وهو دواء جيد لاوجاع الصدر والقصبة والسعال المزمن وسوء الهضم وأورام العصب والثدي خصوصا إذا شوى وأكل حارا ويمنع التخم ويؤكل مع البلادر فيمنع تسويد الأسنان ويقلع عسله من اليد ومع الانزروت فيمنع تحجيره وغثيانه ويحل الرياح ويخرج الدود ورماده مع الشراب فرزجة يقطع الحيض والعتيق منه سم لا يستعمل إلا في الادهان وقشر الجوز الأخضر إذا اعتصر وغلى حتى يغلظ كان ترياق البثور وداء الثعلب واللثة الدامية والخناق والأورام ظلاء بالعسل ويحبب بالصناعة فيكون مسكا جيدا لا يكاد يعرف ويحمر الوجه والشفتين طلاء وجزء منه مع مثله من أوراق الحنا إذا طلى به قطع النزلات المعروفة في مصر بالحادر والصداع العتيق وكل وجع بارد كفالج ونقرس ورماده ينفع من الدمعة والسبل والجرب كحلا وإذا طبخ رطبا بالخل وخبث الحديد أو نقع أسبوعا سود الشعر وقواه وحسنه وقشره الصلب إذا أحرق واستيك به بيض الأسنان وشد اللحم المسترخى، وإن سحق بوزنه من زاج محرق وشرب منه كل يوم مثقال فتت الحصى وحل عسر البول، وقشر أصله إذا طبخ بالزيت حتى يتهرى كان طلاء جيدا للبواسير وأمراض المقعدة وإذا استيك به نقى الدماغ وأذهب النسيان ويطلى به فيحسن الألوان. ومن خواص الجوز: أنه إذا رمى به صحيحا مع الطعام المتغير أو السمن وغلى عليه انتقل ما في الطعام من التغير إلى الجودة وطاب وإذا رمى لبه في طعام زكاه وطيبه، وإذا طبخ زيت في عفص حتى يسود وجعل الزيت في مزجج وحفر في أصل شجرة الجوز ونزلت عروقها في الاناء يوم تناثر الأوراق ودفن إلى حين تورق ورفع كان خضابا جيدا يقيم أكثر من سنة وهذا الخضاب إذا دلكت به الأنثيان في الحمام قبل الانبات لم ينبت الشعر وإن جاوز العمر الطبيعي عن تجربة الكندي والجوز يسكن المغص ويصلح القروح ولو ضمادا وتقدم في التين نفعه من السم وهو يضر المحرورين ويصلحه الخشخاش [جوزبوا] يسمى جوز الطيب لعطريته ودخوله في الأطياب وهو ثمر شجرة في عظم شجر الرمان لكنها سبطة رقيقة الأوراق والعود وورقها جيد البسباسة كما مر وهذا الجوز يكون بها كالجوز الشامي داخل قشرين خارجهما يباع بسباسة أيضا والداخل لا عمل له إلا في الأطياب وحجم هذا الجوز قدر البيض فإذا قشر قارب العفص في حجمه وفيه طرق وأسارير وشعب ومما يلي العرق قشرة ناعمة رقيقة وهو بجبال الهند وجزائر آشية وملعقة وأجوده الحديث السالم من التأكل الهش الذي لم يبلغ ثلاث سنين من يوم قطعه وهو حار في الثانية يابس في الثالثة يقطع البلغم وأمراضه العسرة كالفالج واللقوة، ويحل صلابات الكبد والطحال والاستسقاء واليرقان وعسر البول ويذهب البخار من الفم والمعدة وضربان المفاصل طلاء وشربا والجرب والسبل كحلا وإذا غلى في الدهن وقطر فتح الصمم أو مرخ به أذهب الصداع والرعشة والكزاز والخدر والأورام عن برد ودفع عن الأطراف نكاية البرد ويصلح النكهة إصلاحا لا يعدله فيه إلا المركبات الكبار ويمنع الغثيان والقئ لشدة ما يقوى فم المعدة والمربى منه يحفظ الحرارة الغريزية ويجود الهضم ويعدل المشايخ والمبرودين ويبطئ بالماء، وإذا سحق بالعسل والافسنتين نقى النمش والكلف وآثار الضرب، وغلط من قال إنه ينفع من الحكة وأن قشرته الرقيقة تورث البرص، وأما القول بأنه مسكر وأن الفاعل منه إما نصف واحدة أو واحدة ونصف أو ثلاثة وأن يكون مع حبات شعير فمن خرافات العامة ويصدع المحرور وتصلحه الكزبرة ويضر الرئة ويصلحه العسل وشربته إلى مثقالين وحكى لي ثقة أنه رأى من أكل منه أربعين حبة في بلاد حارة وهو عجيب
(١١٠)