كرماني والغليظ الأخضر صيني والرقيق الصفايح هو المرازبي وعند الصيادلة يسمى الشقفة وأصل التوتيا إما معدني يوجد فوق الاقليميا ويعرف بالرزانة وعدم الملوحة والعفوصة وإما مصنوع من الاقليميا المسحوقة إذا ذرت شيئا فشيئا على نحاس ذائب في قبة أثال فتصعد وتجتمع كما يصعد الزئبق وتعرف هذه بملوحة في الطعم وتوسط في الرزانة وشفافية ما وإما نباتية تعمل من كل شجر ذي مرارة وحموضة ولبنية كالآس والتوت والتين وأجودها المعمول من الآس والسفرجل حتى قيل إنه أجود من المعدنية. وصنعته: أن ترض جميع أجزاء الشجرة رطبة وتجعل في قدر جديد محكمة الرأس بطبق مثقب فوقه قبة ينتهى إليها الصاعد ويوقد حتى ينتهى الدخان وكلها حارة يابسة لكن المعدني في الثالثة والنباتي في الثانية وقيل النباتي بارد يجفف القروح باطنا وظاهرا شربا وطلاء ويحل الرمد المزمن والسلاق والجرب والدمعة والحكة وظلمة البصر وتحل الأورام وتقطع نفث الدم وتقوى المعدة المسترخية وتقع في المراهم فتنبت اللحم وتحبس نزف الدم والمعدنية سمية لا تشرب بحال والتوتيا تولد السدد ويصلحها العسل وشربها إلى نصف درهم وبدلها مر قشيثا أو إقليميا أو سبج أو شادنج أو نصفها توبال النحاس [توبال] معرب من تنبك بالفارسية وباليونانية أملنيطس وهو عبارة عما يتطاير عن المعادن عند السبك والطرق وأجوده الصافي البراق الرقيق لا الغليظ خلافا لمن زعمه والتوبال تابع لاصله فالنحاسي حار يابس في الثالثة والحديدي يبسه في الرابعة والذهبي معتدل والفضي بارد في الأولى معتدل وكلها مستعملة فالنحاسي يجلو البياض وينفع من حكة العين والجرب والسبل ويقع في المراهم فيدمل ويأكل اللحم الزائد ويشرب فيسهل الاستسقاء والماء الأصفر ولكنه يكرب ويسحج وربما قرح ويصلحه أن يحبب في دقيق القمح أو مع الصمغ وشربته إلى نصف مثقال والحديدي يحبس الاسهال والدم ويمنع الخفقان والذرب وضعف الباه ولكنه ثقيل ينبغي أن يشرب بالعسل وشربته إلى درهمين والذهبي والفضي يقويان الحواس والأعضاء الرئيسية ويدفعان الغثى وأجود ما شربت التوبلات مسحولة أو تدعك في الصلابة بماء إلى أن يكتسب الماء طبعها ويشرب وإذا لف توبال الحديد في خرقة وجعلت تحت الجرار الندية أسبوعا صار زعفرانا يأكل جرب العين ويجلو حمرتها ومع ربعه نوشادر ويجلو البياض والسبل عن تجربة وبالخل والعسل يحلل الأورام ومتى قطر هذا مع الخل مرارا يردد عليه كلما قطر نقل المعادن من مرتبة إلى أخرى وألحق المشترى بأعلى منه كذا أخبرت الثقات وإذا مزج به النحاس في الزعفران كان الخل القاطر عنهما إذا سحق به الزنجفر حتى ينحل مقيما إلى الخلاص كذا صححناه عن مجربيه.
[تين] باليونانية سيقمورس والفارسية هجار وهو ثمر شجر معروف ينمو كثيرا بالبلاد الباردة ويشرب من عروقه فإذا نزل الماء على ثمرته فسدت ويدرك حادى عشر شهر تموز ويدوم إلى أوائل كانون ومنه ذكر يحمل ثمرا كبارا تعلق في خيوط وتوضع في إنائه فيخرج منها طيور كالبعوض تلبس الأنثى فيثبت ثمرها وتصح على نحو لقاح النخل ولا نفع لهذا الثمر سوى ما ذكر ومنه أنثى وهو المطلوب وكل من النوعين إما برى أو بستاني وليس البرى منه الجميز كما زعم بل الجميز غيره وأجود التين الكبار اللحيم النضيج المكبب الذي لا ينفتح بالغا وفى فمه قطع كالعسل الجامد وهو معتدل في الحرارة رطب في الثانية أو هو حار في الأولى فإذا جف كان حارا في الثانية رطبا في الأولى أصح الفواكه غذاء إذا أكل على الخلاء ولم يتبع بشئ وإذا داوم على الفطور عليه أربعين صباحا بالانيسون سمن تسمينا لا يعدله فيه شئ وهو يفتح السدد ويقوى الكبد ويذهب الطحال والباسور