فيا لله وللشورى، متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر!
لكني أسففت إذ أسفوا، وطرت إذ طاروا.
فصغا رجل منهم لضغنه (٢)، ومال الآخر لصهره، مع هن وهن (٣).
إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه (٤) بين نثيله (٥) ومعتلفه (٦).
وقام معه بنو أبيه، يخضمون (٧) مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع، إلى أن انتكث عليه فتله، وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته.
فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي، ينثالون علي من كل جانب..
فلما نهضت بالأمر، نكثت طائفة..
ومرقت أخرى..
وقسط آخرون، كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه يقول: ﴿تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين﴾ (8)!
بلى والله، لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها... ".
إلى آخر خطبته حتى قام إليه رجل من أهل السواد فناوله كتابا، فقال