حقوق الراعي على الرعية، وحقوق الرعية على الراعي..
وأتى على الكلام في أصول المدنية، وقواعد العدالة، وفي النصائح الشخصية، والمواعظ العمومية...
وعلى الجملة، فلا يطلب طالب طلبة إلا ويرى فيه أفضلها، ولا تخالج فكرة رغبة إلا وجد فيه أكملها (1).
وقد تناوله أكثر من خمسين عالما من مشاهير عصورهم (2)، تحقيقا وتفسيرا، فما ازدادوا به إلا إعجابا وإجلالا، ولا أخفوا تصاغرهم عنده، لما يجدون من عجيب الكلام، وبديع النسق والانتظام، ولا ارتاب أحدهم في نسبة شئ منه إلى أمير المؤمنين عليه السلام. ولو كان، لأشار إليه بعضهم، وخاصة ممن لا ينسب إلى الإعتقاد بتفضيل الإمام علي عليه السلام على سائر الصحابة، وهم كثير.
نعم، أشار الدكتور صبحي الصالح إلى ارتياب بعض النقاد عند النصوص التي وردت في وصف بعض المخلوقات خاصة، ثم أشار إلى بطلان هذا بما توصل إليه بعد التحقيق، فقال، وقد اشتمل كلامه على أوصاف عجيبة لبعض المخلوقات حملت روعتها ودقة تصويرها بعض النقاد على الارتياب في عزوها إلى أمير المؤمنين كما في تصويره البارع للنملة، والجرادة، ولا سيما الطاوس، ولا بد من تحقيق هذا الأمر في غير هذه المقدمة العجلي، وهو ما نسأل الله التوفيق لبيانه في كتاب مستقل، اكتملت بين أيدينا معالمه، وسنصدره قريبا بعون الله (3).