فهل جعلت الحجة علينا فيما ثبت صدوره عن رسول الله بالطرق الصحيحة، أم الحجة فيما ينتخبه رجل أو اثنان من نصوص الشريعة؟
فبدلا من أن نتساءل عن دواعي إهمالهما ذكره بعد تواتره، نحتج عليه بهما؟!
ثم قال: ووجه استدلالهم بخبر " من كنت مولاه فعلي مولاه ": أن المولى بمعنى الأولى بالتصرف، وأولوية التصرف عين الإمامة.
ولا يخفى - والكلام له - أن أول الغلط في هذا الاستدلال: جعلهم المولى بمعنى الأولى، وقد أنكر ذلك أهل العربية قاطبة، ولم يجوز ذلك إلا أبو زيد اللغوي (1)، متمسكا بقول أبي عبيدة (2) في تفسير قوله تعالى: (هي مولاكم) أي أولى بكم.
أنظر كيف ذكر اثنين من النحويين ثم عدهم واحدا.
ثم إن الذين فسروا المولى بالأولى - غير من ذكر - هم جمع غفير، منهم:
1 - من أئمة اللغة:
المبرد (3): عند قوله تعالى: (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا) (4) قال: